الثورة – ميساء العجي:
التعليم المهني ليس مجرد طريق لتعلّم المهن، بل هو رحلة لاكتشاف القدرات وإطلاق الإمكانيات.. فهو الجسر الذي يربط بين المعرفة والمهارة، ويحوّل الطموحات إلى إنجازات ملموسة. من خلاله، يكتسب الشباب أدوات حقيقية للتفكير والابتكار، ويصبحون قادرين على مواجهة تحديات سوق العمل بثقة واستقلالية، في عالم سريع التغير، كما يقدّم التعليم المهني فرصة لإعداد جيل عملي ومؤهل، يعرف كيف يحول التعلم إلى خبرة ويجعل من التعليم وسيلة لإحداث فرق حقيقي في المجتمع.
مدير التعليم المهني والتقني في وزارة التربية والتعليم سوسن الحرستاني، تقول: مع بدء العام الدراسي الجديد، بدأت الثانويات المهنية بعملية تسجيل الطلاب الجدد في مرحلة الأول الثانوي المهني، وذلك وفق تعليمات القيد والقبول التي صدرت، ويقوم الطلاب بالتسجيل في المدارس المهنية الأقرب إلى منازلهم، مع تقديم رغباتهم المهنية حسب التسلسل، وذلك لتحديد التخصصات التي يرغبون بدراستها.
وتضيف: بعد انتهاء مرحلة التسجيل، تبدأ عملية فرز الطلاب إلى المدارس المختلفة وفق الدرجات والرغبات والطاقة الاستيعابية لكل مدرسة، لضمان توزيع عادل ومنظم للطلاب في كل الاختصاصات المتاحة، مبينة أنه بعد الفرز يقوم الطلاب بمراجعة المدارس التي تم قبولهم فيها، للتعرف على نتائج مفاضلتهم والاستعداد للانطلاق في عام دراسي جديد.
تحضيرات العام الجديد
وتقول الحرستاني: استعداداً للعام الدراسي الجديد قمنا بتشكيل المدرسين في المدارس وتكليف بعض المتقدمين لتدريس ساعات بالحصص الشاغرة، بهدف تأمين التدريس في جميع المواد وتحقيق استمرارية العملية التعليمية من دون انقطاع. كما وجهنا إدارة المدارس بتحضير المدارس بيئياً وتنظيفها استعداداً لافتتاح العام الدراسي واستقبال الطلاب، مؤكدين على التركيز على بيئة تعليمية آمنة وصحية للطلاب والمعلمين على حد سواء، وفي الوقت نفسه، تم التخطيط لتعديل المناهج في المستقبل القريب، ومن المقرر دراسة الاستراتيجيات الجديدة لتطوير التعليم المهني في العام القادم، بما يعزز جودة التعليم ويراعي احتياجات السوق ومتطلبات التنمية.
أعداد الطلاب
وبالنسبة إلى أعداد الطلاب تذكر مدير التعليم المهني أن أعداد الطلاب لم تتضح بشكل نهائي بعد، لأن التسجيل لا يزال، إلا أن هناك إقبالًا مبدئيًا على التسجيل، ما يعكس استمرار اهتمام الطلاب بالتعليم المهني كمسار واعد للمستقبل.
ورغم عدم افتتاح فروع جديدة هذا العام، فقد تم إحداث بعض الشعب المهنية في عدد من المحافظات لتلبية الحاجة للتخصصات المختلفة وتوسيع فرص التعلم المتاحة للطلاب. وتضيف الحرستاني: إن هذه الإجراءات تعتبر جزءًا من خطة شاملة لتطوير التعليم المهني، التي تشمل تحسين البنية التحتية للمدارس، وتدريب المعلمين على أحدث أساليب التعليم، ورفع مستوى تجهيز الصفوف العملية والتقنية، فالتعليم المهني ليس مجرد تعلم مهنة، بل هو إعداد شامل للطلاب لمواجهة تحديات سوق العمل والاندماج بفعالية في المجتمع، مع تعزيز مهارات التفكير النقدي والابتكار لديهم. وتوضح الحرستاني أن العام الدراسي الجديد في الثانويات المهنية يمثل فرصة لإطلاق طاقات الطلاب وتحفيزهم على التميز والابتكار، مؤكدةً أن التعليم المهني يشكل قاعدة متينة للمستقبل، وأن الاستثمار في هذا النوع من التعليم يسهم بشكل مباشر في بناء مجتمع متعلم ومتمكن قادر على مواجهة تحديات الغد.