الثورة-هلال عون:
في زمن تَكثر فيه الأعذار وتضعف فيه الإرادة، تخرج إلينا غفران أحمد من “صافيتا” كحكاية نور لا تنطفئ، وكمعنى عميق للعزيمة التي تصنع المستحيل.
ولدت من دون ذراعين، لكنّ الله منحها قلباً عامراً بالإيمان، وروحاً لا تعرف الانكسار.. لم تقف غفران عند حدود النقص الجسدي، بل صنعت لنفسها جناحين من إرادة وإصرار، لتعلو بهما فوق كلّ العوائق.غفران.. ابنة الأمل، تعلّمت الكتابة بقدميها حين عجزت الأيدي، وأمسكت بأقلام المستقبل حين ظنّ كثيرون أن الحلم بعيد.درست، تفوّقت، وثابرت حتى نالت شهادة التخرّج في جامعة طرطوس- الكلية التقنية، قسم الطاقات المتجددة، لتقول لنا جميعاً: إن الطاقة الأسمى ليست في الآلات ولا في الشمس ولا في الرياح، بل في أعماق الإنسان إذا آمن بنفسه.
إنّ قصة غفران ليست مجرد نجاح أكاديمي، بل هي درس حيّ في أن الإعاقة الحقيقية هي الاستسلام، وأن الجمال الأصدق هو جمال الروح المضيئة التي تُلهم من حولها.فلتكن غفران أحمد قدوةً لنا ولأبنائنا، وشاهداً على أن الإنسان يولد ليحيا بكرامة، ويصنع لحياته معنى مهما عظمت التحديات.