ترميم المدارس .. بناء الإنسان قبل البنيان

الثورة – لينا شلهوب:

في وطن عانى الكثير، وواجه ما واجه، يبقى الأمل حاضراً كلما ارتفع صوت جرس مدرسة يعلن بداية يوم جديد، إذ لم تكتفِ وزارة التربية والتعليم بإصلاح الأبنية، بل أطلقت مشروعاً وطنياً يعيد الأمل في القلوب قبل أن يعيد الجدران إلى مكانها، فبجهودها تمّ ترميم 823 مدرسة في مختلف المحافظات، بينما يستمر العمل في 838 مدرسة أخرى وهي قيد الترميم، في مشهد يجسد إصرار السوريين على إعادة بناء وطنهم من القاعدة الأولى ألا وهي المدرسة.

ليست مجرد إعادة ترميم

وفي هذا الشأن، بيّن مدير الأبنية المدرسية في وزارة التربية والتعليم المهندس محمد الحنون لصحيفة الثورة، أنه تمّ في دمشق ترميم 88 مدرسة، وما زال العمل جارياً في 43 أخرى، بينما شهدت محافظة ريف دمشق أعمال ترميم شملت 52 مدرسة مع استمرار العمل في 61 مدرسة، أما حلب المدينة التي حملت نصيبها الكبير من الألم، فقد استعادت الحياة في 134 مدرسة، وتنتظر 40 أخرى دورها في الإصلاح.

وأضاف أنه في إدلب، التي ما زالت تتحدى الصعاب، أعيد تأهيل 320 مدرسة، فيما يرمم 332 مدرسة إضافية، مؤكداً أن الجهود لم تتوقف هنا، ففي دير الزور تمّ ترميم 48 مدرسة، وفي درعا 39 مدرسة مع استمرار العمل في 102 مدرسة أخرى، أما حمص وحماة فشهدتا ترميم 32 و56 مدرسة على التوالي، وواصلت طرطوس واللاذقية العمل على تحسين بيئة التعليم بترميم 96 و34 مدرسة، بينما شهدت القنيطرة ترميم 12 مدرسة جديدة.

كما أشارالحنون إلى أن كلّ رقم في هذه الأرقام يحمل خلفه قصّة، قصّة معلم عاد ليقف أمام طلابه بعد سنوات من الانقطاع، وطفل جلس في مقعده الخشبي الصغير محاطاً بزملائه الذين لم يلتقهم منذ زمن، وأم تنظر بفخر إلى ابنها وهو يخرج كلّ صباح بزيه المدرسي، متوجهاً إلى مدرسته التي استعادت حياتها من جديد، لافتاً إلى أن أهمية هذه الجهود تتجاوزالجانب الإنشائي، فهي ليست مجرد إعادة ترميم لجدران مهدّمة أو أسقف متصدّعة، بل هي خطوة في طريق إعادة بناء الوعي والمعرفة والانتماء.

ونوّه بأن هذه المشاريع تسهم في خلق فرص عمل محلية لمئات المهندسين والعمال والفنيين، وتنعكس إيجاباً على المجتمعات المحيطة بالمدارس، فترميم مدرسة في قرية نائية يعني عودة الحركة إلى أسواقها الصغيرة، وتدفّق الحياة من جديد في شوارعها.

مراعاة حجم الأضرار

وتطرق مدير الأبنية المدرسية إلى أن ما تقوم به الوزارة، ليس مجرد إعادة إعمار للبنى التحتية التعليمية، بل هو مشروع وطني لبناء جيل جديد يؤمن بالعلم والعمل، والوزارة تعمل على إعادة تأهيل المدارس في جميع المحافظات وفق أولويات مدروسة تراعي حجم الأضرار والكثافة الطلابية واحتياجات كلّ منطقة، فيما يأتي الهدف من ذلك أن يتم توفير لكلّ طفل مقعداً دراسياً آمناً، وبيئة تعليمية محفّزة، لأننا نؤمن أن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الأجدى لمستقبل سوريا.

آخر الأخبار
وفد  "كوفيكس" الصينية يبحث سبل التعاون مع غرفة تجارة وصناعة درعا استراتيجيات القطاعات الاقتصادية في عهدة هيئة التخطيط والإحصاء  خبير قانوني : الاعتداءات الإسرائيلية خرق للقانون الدولي المهارة تنمي شخصية الأطفال وترتقي بهم  في تطورات تعرفة الكهرباء.. مقترحات لجمعية حماية المستهلك تراعي القدرة الشرائية ما أسباب التحول الخطير في النظام النووي الدولي؟ اعتراف سوريا بـ كوسوفو... بين الرد الصربي وحق تقرير المصير الشتاء أفضل من أي وقت آخر لمعالجة الأشجار المثمرة الشيباني: الشرع يزور واشنطن وسوريا ماضية بخطا واثقة نحو ترسيخ الاستقرار تلميحات أميركية لاتفاق نووي سلمي سعودي-أميركي بلاغات الاختطاف في سوريا.. الواقع يدحض الشائعات "الداخلية" تستعرض ما توصلت إليه لجنة التحقيق عن حالات خطف في الساحل "الزراعة" تزرع الأمل.. مشروع الغراس المثمرة يدعم التنمية الريفية "دير الزور 2040" خطة طموحة لتنمية المحافظة وتحقيق الاستدامة الاقتصادية الشيباني يبحث مع نظيره البحريني تعزيز العلاقات وآفاق التعاون المتسول من الحاجة إلى الإنتاج جلسة خاصة حول إعادة إعمار سوريا ضمن أعمال "الكومسيك" في إسطنبول  الدواء والمستشفيات محور شراكة سورية ليبية مرتقبة التحولات الإيجابية في سوريا تقلق الاحتلال وتدفعه للتوغل في أراضيها الأسباب والتحديات وراء الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا