الثورة – راما نسريني:
يعاني معظم الشباب اليوم من قلّة العمل، وصعوبة إيجاد فرص عمل مناسبة بعد التخرج من الجامعة، فيلجأ بعضهم للعمل في مجالات مختلفة لا تمت لاختصاصهم بصلة، وذلك لتعويض القصور المادي الحاصل لديهم، بينما عمد معظمهم للبدء بمشاريع صغيرة، سواء في مجال اختصاصهم الدراسي أو في هواية ما.
تحتضن مدينة حلب العديد من مواهب أبنائها، الذين لا يدخرون فرصة لإبراز مواهبهم بكل احترافية، حيث تقام بين الحين والآخر معارض عدة، تسمح للمواهب الشابة بعرض منتجاتهم والترويج لمشاريعهم الناشئة، كان آخرها ” بازار هوانم حلب” الذي ضمّ العديد من المواهب الحلبية الشابة، تنوعت بين الرسم والحياكة والتطريز، وفن صناعة الشموع.
يوضح الخبير الاقتصادي بلال الشيخ لـ “الثورة”، أهمية تلك المشاريع على مستوى الفرد والمجتمع ككل، مشيراً إلى أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة اليوم هي من أهم أدوات التنمية الاقتصادية، وهي أحد أهم محركات الاقتصاد.
وأكد على أهمية دعم تلك المواهب، على الصعيدين المادي والمعنوي، عبر توفير بيئة حاضنة مناسبة، تشجع على مثل تلك المبادرات، التي من شأنها، إذا تقدم لها الدعم المناسب، أن تتحول إلى مشاريع كبيرة، تساهم في دعم الاقتصاد الوطني.
دورات تدريبية خاصة
ولفت الشيخ إلى أن العديد من المشاريع الصغيرة تبوء بالفشل بعد انطلاقها بمدة قصيرة، ويعود ذلك إلى أن البعض يتحمسون فوراً لفكرة الاستقلالية، ويندفعون إلى تأسيس مشاريع صغيرة، من دون أن يقيّموا قدرتهم على الإدارة، ولكن الإدارة ليست معلومات صماء بقدر ما هي أسلوب، وهذا الأسلوب يمتلكه البعض بالفعل، بينما يفتقر إليه آخرون ويحتاجون لبذل الجهد من أجل اكتسابه.
وفي ختام حديثه، بيّن أن أرض الشباب اليوم خصبة، وغنية بالأفكار والطاقات الإبداعية، التي تحتاج لنحت وتدريب، لاكتساب خبرات عملية قبيل الانطلاق على أرض الواقع، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في نجاح العديد منها، وتحولها لمشاريع كبيرة، قد توفر في الغد العديد من فرص العمل وتساهم في تحريك عجلة الاقتصاد.