الثورة – شيرين الغاشي :
في ليلة توهج فيها الضوء الإيطالي، رغم تعطل الأضواء داخل الملعب، وارتفع خلالها هدير الجماهير في “سوبر تنس أرينا” كأنه جزء من المعركة، قدّم لاعبو الآزوري عرضاً صلباً، أكد أن هذا المنتخب يعرف كيف يصنع طريقه حتى عندما يغيب عنه نجومه، فمع اكتمال أجواء المنافسة، شقّ المنتخب الإيطالي طريقه بثبات نحو نصف نهائي كأس ديفيز، بعدما أطاح بالنمسا بأداء حاسم، حمل توقيع ماتيو بريتيني وفلافيو كوبولي، ليواصل حملة الدفاع عن لقبه الثالث توالياً بثقة لا تهتز.
الإيطالي بريتيني، الذي اعتاد ترك بصمته في اللحظات الحرجة، دخل مواجهته أمام يوري روديونوف المصنف (177) عالمياً بتركيزِ لاعبٍ يعرف أن المسؤولية مضاعفة في غياب سينر وموزيتي، فحسم المجموعة الأولى بضربة إرسال حاسمة، أكدت أنه في يومه، لكن العطل المفاجئ في الإضاءة أربك الإيقاع، وأعاد النمساوي إلى أجواء اللقاء، ليكسر إرسال الإيطالي لأول مرة ويتقدم (5-3) غير أن خبرة بريتيني حضرت في اللحظة المناسبة؛ فاستعاد توازنه، وأنقذ مواقف حرجة عند تأخره (صفر-40) ثم أنهى الأمر في الشوط الفاصل، بإرسال لا يلين، مانحاً بلاده التقدم.
وفيما كانت المباراة الأولى صراعاً بين الأعصاب والإرسال، جاءت المواجهة الثانية بمثابة احتفال إيطالي خالص، إذ قدّم فلافيو كوبولي أفضل نسخة منه هذا الأسبوع، وسحق فيليب ميسوليتش بنتيجة (6-1) و(6-3) في مباراة بالكاد تجاوزت ساعة، مؤكداً أنه الرقم الصعب رغم غياب نجوم الصف الأول، وأن روح الفريق تتقدم على الأسماء.
وبهذا الانتصار (2-0) أكملت إيطاليا عبورها السلس إلى نصف النهائي حيث تنتظرها بلجيكا التي أطاحت فرنسا، فيما تتواصل منافسات ربع النهائي بين إسبانيا والتشيك، والأرجنتين وألمانيا، في سباق محتدم نحو منصة المجد العالمي.