الثورة – ميساء السليمان :
يصادف اليوم العالمي للطفل في العشرين من تشرين الثاني كلّ عام ليؤكد أهمية الطفولة كقيمة إنسانية يجب رعايتها وحمايتها، يوم يذكّر المجتمع بأن الأطفال ليسوا مجرد صفحة في حياتنا اليومية، بل هم المستقبل بكلّ ما يحمل من طموح ومسؤولية.
في هذا اليوم، يُعاد التأكيد على حقوق الطفل الأساسية التي أقرتها المواثيق الدولية، من تعليم وحماية وصحة ورعاية، إضافة إلى حقّه في المشاركة وإبداء الرأي.
“الثورة” زارت بعض المدارس في منطقة الحسينية بريف دمشق ورصدت آراء الأطفال ، ليعبّروا ببراءتهم ووضوحهم عمّا يحتاجون إليه.
الحق في التعليم
تقول سيلين شحادة: أريد أن أتعلم دائماً، لأن المدرسة تساعدني أن أصبح طبيبة، أتمنى أن تكون لدينا كتبٌ جميلة ومعلمات يشجعن على القراءة والمطالعة.

فيما توافقها الرأي بيسان المصري في أهمية المطالعة، قائلة: نريد أن نعيش بلا خوف، قلوبنا صغيرة وتحتاج للحنان.
شهد مصطفى قالت: لأن الطفولة حماية ورعاية وصحة فقد أخذت على نفسي عهداً أن أحافظ على صحتي، وعندما أمرض سأذهب للطبيب ، فأنا لا أحب الألم.
لارا علي : أحب اللعب كثيراً، أريد أماكن نظيفة وحدائق نلعب فيها .
ميرنا قريشي : أريد أن يسألني الكبار عن رأيي، وأن يسمعونني حتى لو كنت صغيرة.
احتياجات لا يمكن تجاهلها
المرشدة الاجتماعية ابتسام الأحمد، في إحدى مدارس الحسينية، أكدت أن ما عبّر عنه الأطفال يعكس احتياجات أساسية لا يمكن تجاهلها، فالطفل بطبيعته صادق في مشاعره وواضح في مطالبه، وهذه الآراء تبيّن أن الحقوق ليست مجرد نصوص قانونية، بل هي حاجات يومية يشعر بها الطفل مباشرة.

وقالت: الحق في التعليم ليس رفاهية، بل أساس لبناء إنسان ناجح، والحق في الحماية من العنف ضرورة لنمو نفسي سليم، كما أن اللعب ليس ترفاً كما يظن البعض، بل وسيلة تربوية مهمة تساعد الطفل على تنمية مهاراته الاجتماعية والعقلية.
وأضافت الأحمد: إن دور الأسرة والمدرسة والمجتمع لا يكتمل إلا عندما يُتاح للطفل مساحة للتعبير الحر عن نفسه، ونستمع لآراء أقرانه، ونحن هنا لا نحترم حقوقهم فحسب، بل نساعدهم على تكوين شخصية قوية قادرة على اتخاذ قرار ومسؤولة عن اختياراتها، فضلاً إن تمكين الطفل اليوم يعني تمكين المجتمع غداً.
كما أن الاحتفال باليوم العالمي للطفل يحمل رسالة واضحة،في أن حماية الأطفال مسؤولية مشتركة بين جميع مؤسسات الدولة، من الأسرة إلى المدرسة إلى وسائل الإعلام، كما أن استماع المجتمع لاحتياجات الأطفال، وتعزيز البرامج الداعمة لهم، وتوفير بيئة آمنة وصحية وتعليمية، يشكل حجر الأساس لبناء جيل قادر على قيادة المستقبل.

وفي يوم الطفل، يتلاقى صوت الطفل البريء مع صوت المختص الواعي، ليؤكدا معاً أن الأطفال يستحقون كلّ رعاية واحترام، فالطفل الذي يُستمع إليه اليوم، سيصبح بالغاً يُصغي لغيره غداً، ويبني مجتمعاً أكثر عدلاً وإنسانية، فالطفولة ليست مرحلة عابرة، بل هي اللبنة الأولى في بناء مستقبل وطن كامل.