الثورة – علاء الدين محمد:
في علم اليوغا، الأنوثة تمثل التيار الكوني المستقبل للطاقة الكونية التي تدفعنا نحو الشفاء، والكون يوازن نفسه بعد آلاف السنين من هيمنة الذكورة المفرطة (التحكم – المنطق – الإنتاج)، والآن يَميل الحقل الكوني نحو تعزيز الطاقة الأنثوية لاستعادة الانسجام.
اليوغا تساعد في الشفاء من الأسقام والآلام، بينما التسامي الروحي والنفسي يعيد البرمجة والعودة إلى الجوهر. حول هذا الموضوع، كانت لنا هذه الوقفة مع مدربة اليوغا عبير ميا. وفي تصريح خاص لصحيفة “الثورة”قالت ميا: إن الطاقة الأنثوية في المرأة تمثل الاستقبال بدل السعي، والإحساس بدل التحليل، واللين بدل المقاومة، والخلق من الداخل بدل الفعل الخارجي.
الكون حالياً يعيد برمجة الحمض النووي وDNA الجمعي
لتتذكر المرأة والرجل معاً أن الأنوثة ليست ضعفًا، بل هي بوابة الخلق. لذا، عندما تبدأ الطاقة الأنثوية بالاستيقاظ، تظهر أعراض مثل: رغبة في العزلة، والبطء، والسكينة، وحساسية عالية تجاه الأصوات والفوضى، ورفض تلقائي لأي شيء مجهد أو سطحي. إضافة إلى ذلك، قد تعود مشاعر قديمة إلى السطح مثل الذنب، والخزي، والخوف من الجسد. وعن الشفاء من الأنوثة، أوضحت ميا أن الشفاء هو السماح للجوهر بالعودة إليك. كل جرح فيك مثل (العطاء الزائد – الصمت – الكبت الجنسي – الخوف من الرفض) هو عقدة في خط الطاقة الأنثوي. لذا، عندما تتحرر، يتدفق الإبداع والحب والجمال بلا جهد. وأضافت ميا: “نحن نسمح لجوهر الأنوثة الكوني فينا أن يتنفس، يتمدد، ويقودنا بلا خوف. لا أحتاج أن أثبت أو أشرح وجودي بذاته، بل هو فعل الخلق.” وعن كيفية تقبل كل ما يحدث لنا بالامتنان، قالت ميا:”علينا أن لا نقسم الأحداث إلى جيدة وسيئة. كل ما يأتي إلى حياتنا يأتي لسبب ما، أحيانًا يكون الدرس مخفيًا وراء الألم، وأحيانًا وراء الفرح. فعندما نغيّر زاوية نظرنا، يفتح العالم جانباً آخر. وبالتالي، ماذا يمكنني أن أفهم، أو أترك، أو أختار بطريقة مختلفة؟” لهذا، علينا تذكر اللحظات الصعبة مثل الألم، الذي ينقّي الخسائر، يحرر الصمت، ويسمح لك بسماع نفسك. من خلال كل هذا يصبح الامتنان هو المفتاح. فعندما تشكر، تتوقف عن المقاومة. وحيث لا يوجد صراع، يبدأ الشفاء.علينا أن نعلم أننا لسنا مجرد صدفة. وكل ما يحدث في حياتنا ليس أيضًا مجرد صدفة. لذا يجب علينا أن نعمل على أنفسنا. قد يصل الإنسان إلى أعلى درجات الوعي في مرحلة ما، لكن بسبب ظروف معينة قد يتراجع إلى القاع. على مبدأ “قفزة في الوعي” يليها “سقوط مدوٍ”. فما تفسير ذلك في علم الطاقة؟ أوضحت ميا قائلة: “علينا أن ندرك أن القاع ليس عقابًا، بل هو محطة لتنظيف عميق للنفس. القاع يخرج لك كل مشاعرك المكبوتة، معتقداتك القديمة البالية، أو أشياء تحسبها أمانًا وهي في الحقيقة قيود. لذلك، يجب أن تتحرر من شعور قديم كان يسيطر عليك، أو فكرة كانت تتحكم في حياتك، أو حتى شخص كنت تظنه جزءًا من روحك، وهو ليس كذلك.” بالتالي، القاع هو وعي نتعلم منه، نستخلص العبر ونكتشف نقاط الضعف والقوة. إنه تفريغ وحذف من أرشيف النفس لكل ما يعوق توهجها وإشراقها.
هل يعني هذا أن السقوط أو الخسارة تقوينا؟ السقوط يجب أن نعتبره انطلاقة جديدة وبداية مرحلة لشخص واعٍ، شخص جرب السقوط وأراد أن ينهض بخبرة جديدة، وبرؤى شخص أصبح أقوى، أنقى، وأوضح. شخص يعرف معنى التسليم بالفشل، والثقة بالنجاح، ويفهم أن كل فقد لشيء كان حماية له، وكل خسارة كانت تحريرًا، وكل تأخير كان ترتيبًا سماويًا. بهذا المنطق، نتحرر من كل ما يعوق التسامي الروحي والنفسي، ونصل إلى الخواتم السعيدة، القاع أو السقوط أو الفشل يرمي عنا كل شيء ليس لنا، كل ثقيل يخنق النفس.
