قبل كل شيء ..!!

ثورة اون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم

رغم الصراع غير المخفي على فرض الأولويات وفق معايير المصالح أو الأهداف والأجندات، فإن الخط الفاصل بين جبهات المواجهة السياسية يبدو متعرجاً، ما يخلق تداخلاً بين الاتجاهين وأحياناً ما يشبه التقارب أو التشابه، وإن بدا خادعاً في كثير من الأحيان ويميل إلى التضليل.
فمكافحة الإرهاب، التي تتصدّر العناوين والتصريحات وتكاد تكون نقطة التقاطع التي تُجمع عليها المواقف المختلفة، تدخل دائرة الصراع حين تصل إلى مرحلة الترتيب في قائمة الأولويات، أو في الطريقة والوسيلة الأكثر نجاعة في الوصول إليها، وإن كانت تخفي خلفها كل الدوافع وتخبئ وراءها كل الأجندات.. المعلنة منها أو تلك التي تُستخدم في القنوات السرية، حيث يبدو السياق تقديماً إضافياً أو قصفاً تمهيدياً لحالة المواجهة بدوافعها المختلفة.‏

الإضافات السياسية التي اجتاحت عاصفتها تطورات المواقف المختلفة خلال الأسبوع الماضي تشي بأن الأمور وصلت إلى نهاياتها، في فرز أخير لمعطيات الظرف السياسي وما يمليه من شروط المواجهة، حيث مكافحة الإرهاب لم تعد تحتمل أن تبقى مغلّفة داخل العناوين السياسية أو طي الأدراج المنسية، بحكم ما راكمته مخاطر الإرهاب ومساحات انتشاره، والتحول الواضح في المقاربات باعتباره التحدي الحقيقي الذي يواجه العالم وليس المنطقة فقط.‏

والنقطة المفصلية في تلك المقاربة كانت تستدعي حسماً في المواقف والابتعاد عن تحميل الأشياء ما لا تستطيع حمله، وما لا طاقة لها عليه، بحكم ما أملته من متغيّرات في الاستنتاجات والمعادلات على الأرض، حيث توحيد جهود مكافحة الإرهاب قبل كل شيء كما نطق بها الرئيس بوتين أو لن نستطيع تنفيذ أي شيء ما لم نهزم الإرهاب كما جاءت على لسان الرئيس الأسد، تشير إلى خطوط التماس المباشر في التعابير والمصطلحات.. واستدراجاً إلى المواقف والقناعات وما تحمله من خطوط موازية تعمل عليها السياسة بمفهوم رسم المحدّدات وليس وضع اشتراطات كما يروّج لها البعض.‏

وفي التقاطع أو التوافق السوري-الروسي ما يشير بوضوح إلى السياق الحقيقي للمسار السياسي، وما يمليه من فرضيات تقتضي النزوع المباشر نحو مقاربات تتعاطى مع المسألة من زاوية الموقف المبدئي الذي لا يقبل بأنصاف الحلول.. ولا يجتزئ ما يستحيل اجتزاؤه في المواجهة المصيرية مع الإرهاب، بأسبابه كما هو في التعامل مع نتائجه، بفعل ما يفرضه من محاكاة واقعية وعملية للنتائج المنتظرة، حيث لا يعدو الفارق هنا مجرد تحديد دقيق لمواصفات المواجهة، بل يتسع إلى حدود الفهم الحقيقي للتطورات وأبعادها انطلاقاً من جذر أسبابها.‏

وإذا كان الدفع الغربي نحو تمييع الأولويات قد استحوذ على كامل المشهد في الحقبة الماضية، فإن الانقشاعات التي لاحت في بعض المواقف أو الاختراقات التي حصلت لم تكن أكثر من مشاهد مضللة في سياق اللعب بشراء الوقت أو في سياق توزيع الأدوار، حيث شهدنا في المقابل المشابه له باللون والاتجاه انزياحاً لدى جزء منه وصل حدّ العودة إلى المربع الأول في مقاربة مقلوبة ومعكوسة، حين تحدث عن الحلّ السياسي طريقاً لمكافحة الإرهاب والتي جاءت محمولة على لسان المبعوث الأممي الذي استنفد أوراق تلوّنه السياسي بتبن أعوج وهزيل للمقاربة الأميركية.‏

قبل كل شيء أو من دون هزيمة الإرهاب لا نستطيع تنفيذ أي شيء، حاملان موضوعيان لملامح حقبة سياسية لا تقبل التــــأويلات ولا التفسيرات الملتوية والخاطئة، ولا تحتمل مصطلحات حمّالة أوجه، ولا تعمل بصيغ تدوير الزوايا المقلوبة ولا ترويج المقولات المفخخة ولو جاءت تحت العنوان ذاته، أو تم تمريرها خلف الشعار نفسه.‏

فمكافحة الإرهاب ليست أولوية هنا فقط، بل تستحوذ على نطاق الفعل كله، ولديها حصرية استنفار الإمكانيات وحشد الجهود، وما تتطلبه في سياق المواجهة التي تتسع فيها الجبهات المفتوحة لتكون أبعد من الحيّز الإقليمي على اتساعه، وبما فيه من ارتباطات موازية أو لاحقة، وهي تؤشر بوضوح إلى نقلة نوعية في محاكاة الوقائع لا تقتصر على ما استجد بل تشمل الماضي والحاضر والمستقبل وحاملها الموضوعي.. محاربة الإرهاب قبل كل شيء ومن أجل أي شيء.‏

a.ka667@yahoo.com ‏

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة