ثورة أون لاين – خالد الاشهب: حتى تهمة اغتيال السفير الروسي في أنقرة ألصقها أردوغان بفتح الله غولن وحركته «الخدمة» حتى بدا هذا الغولن كما لو أنه الوباء المنتشر عبر الهواء والشهيق والزفير، أو كما لو أنه الرجل السوبرمان،
إذ لم يترك أردوغان بؤرة آسنة على الأرض التركية إلا ودس فيها فتح الله غولن،.. وفي الطريق إلى هناك، سرح عشرات آلاف العسكريين والمدنيين من الجيش ومؤسسات الدولة التركية بذريعة موالاة غولن أو حتى حمل أفكاره، وقضى .. وهذا هو الأهم، على آخر جيوب العلمنة واليسار واللبرلة في تركيا!
من جهة أولى، إذا كان لفتح الله غولن وحركة «الخدمة» التي يديرها كل هذا الانتشار وكل هذا الحضور في تفاصيل الحياة التركية السياسية والاجتماعية والثقافية، وكل هذا القبول من الشعب والنخب التركية، فإنه بالتأكيد أحق من أردوغان بمنصب الرئاسة وأي منصب آخر، وعلى هذا يكون أردوغان هو المنقلب على غولن والخائن لتركيا والأتراك؟
ومن جهة ثانية، إذا كان معروفاً أن فتح الله غولن إخواني في صبغته الاسلامية وحركته إخوانية مثله، ورجب أردوغان كان أحد تلامذته .. ولاحظوا أن أردوغان لم يتحدث مرة عن مساوئ غولن وحركته، فعلى هذا يكون أردوغان هو الفرع المنشق عن الأصل، والصراع بينهما هو صراع سلطة فحسب؟
وإذا كان الاثنان غولن وأردوغان إخوانيان وارتكبا كل تلك الجرائم التي يتبادلان التهم بها داخل تركيا أو في جوارها.. بما فيها اغتيال السفير الروسي على يد إخواني مثلهما، فإن ذلك وببساطة.. يعني أن الشعب التركي إخواني أكثر منهما ولا فضل لتركي على آخر إلا بالتطرف!