ألغـت دور الوســيط التجـاري وفرملــت جنــون الأسـعار..صـالات الســورية للتجــارة.. ملاذ آمن للمستهلكين
ثورة اون لاين:
مع حلول شهر رمضان المبارك، يتخوف كثير من المستهلكين من موجة ارتفاع أسعار لمعظم المواد الغذائية والسلع الضرورية، سواء الخضار والفواكه او الأرز والسكر، وينتظر النذر اليسيرمن المستهلكين تحرك الجهات المعنية بشكل جاد للقيام بدور يحفظ التوازن المطلوب في السوق المحلية
من خلال القيام بدورين أساسيين يتمثلان بحماية المستهلك من الارتفاعات السعرية المتتالية، في المواد الاساسية التي يحتاجها المستهلك بصورة يومية ويضطر صاغراً للخضوع للابتزاز المستمر في الاسعار وبغير حجة مبررة، ويتمثل ايضاً بحماية المستهلك من احتكار للسلع الغذائية الاساسية من قبل بعض ضعاف النفوس من التجار ليمعنوا في الضغط على المستهلك بلقمة عيشه، والتحكم بالأسعار.
والامر الاخر الذي وجدت من اجله وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك هو التدخل في السوق المحلية عبر المؤسسة السورية للتجارة كمنافس تجاري يملك من الامكانات ما يجعله يصنع تأثيراً حقيقياً ايجابياً في كبح جماح جنون الاسعار، عبر إجبار التجارعلى وضع لوائح سعرية حقيقية لكافة السلع الغذائية، والتوقف عن ظاهرة وجود بائعين متجاورين تتباين اسعارهم بشكل فاضح دون حسيب أو رقيب.
دور فعال
الدكتورعبدالله ديوانة المحاضر في كلية الاقتصاد جامعة دمشق، قال: كان لصالات السورية للتجارة دور بارز في الاونة الاخيرة بضبط الاسعار ولا بد من تعزيزهذا الدورخلال الفترة القادمة، وخاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
وسجل ديوانة نقطة ايجابية لصالح المؤسسة حيث أعادت وزارة التجارة معظم صالاتها التي كانت قد سلمتها للقطاع الخاص كاستثمار طويل المدى، لتعود هذه الصالات للعمل بإشرافها كمنفذ حقيقي للمستهلك يكبح جماح الارتفاعات السعرية، حيث تنتشر صالاتها بفعالية وكمنافس اساسي في السوق المحلية، وهذا ينظراليه المستهلك بعين من الرضا.
صالة القصور
في صالة منطقة القصور لاحظت ابتهال فرج وجود فرق واضح باسعار البندورة والكوسا والبطاطا والخيار التي اشترتها وبأرقام تتراوح بين 30- 50 ليرة للكغ الواحد مقارنة مع باعة السوق.
وقال حسن درويش إنه يشتري الخضروات والفواكه بشكل دائم من الصالة رغم وجود باعة يجاورون بيته لكنه وجد ان الحل الامثل للحصول على مواده الاساسية باسعار معقوله هو تلك الصالة.
واوضح خلدون المصري المسؤول عن الصالة ان كافة اللوائح السعرية هي بالحد الادنى وبشكل تنافسي قوي مع السوق المحلية، والاسعار بمثابة مشعر حقيقي للمستهلك ليعرف الاسعار الاساسية لكل مادة فلا يستطيع احد البائعين المحيطين بالصالة استغلاله بها.
وأكد المصري ان الصالة تعمل كبقية الصالات ضمن خطة تؤمن الاحتياجات الضرورية للمستهلك باسعار معقولة.
دور إيجابي
تضمن رأي الباحث الاقتصادي الدكتور ديوانة نقاطاً إيجابية من جهة الدور الذي تلعبه صالات السورية حالياً، لكنه عاد ليشير الى ان هذا الدور ما زالت تشوبه بعض العناصر المعرقلة، حيث يجب أن يكون في ظل هذه الظروف الصعبة اكثرفاعلية وقوة.
عامل الدعم
إن ابرز اسباب اخفاق مراكز تدخل التجارة الداخلية فيما سبق عن لعب دور حقيقي هو الاعتماد على الوسيط التجاري، ما جعل الأسعار في ارتفاع مضطرد، وكذلك عدم فتح جبهات عمل جديدة، وحالياً لا يقتصر دورها على السلع الغذائية بل يشمل معظم الخدمات والسلع التي تهم المستهلك.
وعلى هذه الصالات وضع خطط إنقاذية لتأمين السلع الأساسية بأسعار مناسبة لدخل المستهلك، فمثلاً كان على المؤسسة ان توفر البندورة والبطاطا بأسعار منافسة قبل ارتفاعها في السوق المحلية، وكان عليها طرح كميات كبيرة منها في صالاتها الموزعة قبل ان يقع المحظور، أي يجب أن تصنع توازناً حقيقياً في السوق المحلية بدلاً من القيام بحلول ترقيعية محدودة بناء على خطط واضحة وناظمة لعملها، لمصلحة المستهلك وذلك بتوفير السلع بالوقت المناسب، فتشكل الصالات صمام أمان يمنع الانفلات في الاسعار.
ولم يفت ديوانة التشديد على ما هو مطلوب من المؤسسة السورية للتجارة للتدخل الإيجابي في الفترة القادمة وبشكل ملموس، فليس من المعقول ان تستنزف السوق المحلية من المستهلك ما يتعدى راتبه بخمسة اضعاف على الاقل.
وعلى المؤسسة السورية للتجارة وضع خطط عمل قصيرة المدى بين 3-6 اشهر وطويلة المدى تصل الى سنتين لتحقيق توازن مقبول في السلع و لتساهم في الحد من جنون الاسعار الذي بات يطال السوق كل اسبوعين تقريباً.
المطلوب
لا بد في الدرجة الاولى من عودة الدور لجهاز حماية المستهلك وأن يتوافر لديه الكادر اللازم والنزيه القادر على كبح جماح الانفلاتات السعرية، ابتداء من التاجر الكبير وصولاً لاصغر بائع فلا نستثني احداً من سلسلة مافيا رفع الاسعار التي باتت موضة مقيتة..
وعن الدور المطلوب من المؤسسة السورية للتجارة رأى ديوانة ان على المؤسسة أن تغير من أنشطتها وأساليب بيعها للسلع والمنتجات وأن تستخدم أساليب أكثر تطوراً، وتقدم سلعها بشكل لافت للمستهلك، ويكون لديها شبكة اعلانية تظهر للمستهلك مدى التباين في الهوامش السعرية بينها وبين السوق، فالمستهلك لم تعد لديه القدرة الشرائية التي يستطيع فيها تأمين متطلباته بيسر، والضغوط السعرية باتت شديدة والتي وصلت لوجود نوعين من الفواتير لدى التاجر واحدة للتهرب من المساءلة وثانية لاقناع المستهلك بان الارتفاعات هي مفروضة عليه من تجار الجملة…
فريق عمل
عضو مجلس ادارة جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني قال: إنه يجب تشكيل فريق عمل يضم المؤسسة السورية للتجارة و وزارة التجارة الداخلية و جمعية حماية المستهلك والجهات الرقابية الاخرى لتتولى مهمة إبرام عقود الشراء من المنتج مباشرة بما يضمن وصول السلع للمستهلك بشكل مناسب وتنافسي، وبما ينعكس على السوق المحلية بشكل ايجابي ضامناً للمستهلك الحصول على حاجياته الاساسية من مصادر موثوقة.
وانه يجب ان تتولى السورية للتجارة استيراد السلع اللازمة مباشرة من بلد المنشأ دون اضطرارها للولوج بالحلقات التجارية البيروقراطية المقيتة، وأن تمتلك القدرة على فرض أسعارها في السوق المحلية دون تدخل وصائي من أحد، فتستطيع بذلك أن ترسم سياسة البيع لديها وفق أسس تضع القدرة الشرائية المحدودة للمستهلك في قائمة أولوياتها الاساسية.
عن صحيفة الثورة