ثورة أون لاين- ثورة زينية
مع إعلان محافظة دمشق منذ أيام نيتها بتوزيع إنذارات الإخلاء لمنطقة اللوان كفرسوسة مع بداية العام المقبل، تعود ذات الصورة التي شهدناها في منتصف العام الحالي في منطقة خلف الرازي وكفرسوسة مرة اخرى لترسم ملامح مخاوف وهواجس اهالي منطقة اللوان الواقعة ضمن المشروع 66 الذين من المقرر إخلاؤهم خلال العام المقبل.
المعاناة والشكوى هي ذاتها فنقص الفرص في الحصول على بيوت للإيجار في عاصمة تكتظ بآلاف الوافدين والمهجرين هو الهاجس الاول لأولئك الذين أكدوا أن توقيت الإخلاء يكاد يكون قاتلاً في فصل البرد والمدارس، ويتساءل عدد من أهالي المنطقة لماذا استطاعت المحافظة البدء بعملية الهدم وشق الطرقات والبنى التحتية، وعجزت عن البدء بتنفيذ بناء السكن البديل بشكل مواز والذي فاقم معاناة أهالي المنطقة، مؤكدين أن بدلات الإيجار زهيدة جداً بالمقارنة مع أسعار الإيجارات الجنونية في العاصمة وضواحيها، وتصرفه المحافظة مرةً واحدة لمدة عام، ولا يكفي لأغلب العائلات كبدل إيجار لعدة أشهر فقط، وحسب تأكيدات الأهالي إن ما تقاضاه أهالي المناطق التي تم اخلاؤها في كفرسوسة وخلف الرازي وصلت إلى 300 الف ليرة سنوياً فقط لأغلب الأسر، بينما حصلت عدة أسر فقط على 800 الف الى مليون ليرة وذلك التقييم يعود لتقدير المساحات، فغالب المنازل هناك بمساحات صغيرة.
واعتبر آخرون أن إدارة المشروع لو نفذت المادة المتعلقة بالسكن البديل في وقتها؛ لوفرت على الأهالي العناء الكبير في البحث عن منازل للإيجار في ظلّ هذه الظروف الصعبة، وكانت قد وفرت على الخزينة الكثير من الأموال، وربما الكثير من الأضرار الجانبية.
ويتوجس الأهالي من عملية الإخلاء كما حدث في منطقة كفرسوسة الواقعة ضمن المشروع حسب قولهم، حيث بدأت عمليات الهدم بشكل عشوائي من دون تنظيم، مع قطع الخدمات كافةً عن الأهالي من كهرباء ومياه وهاتف رغم الحديث عن ان تنفيذ الهدم سيتم على مراحل الا انه وحسب الاهالي تم بشكل كامل من مرحلة واحدة وقطع جميع الخدمات عن السكان لشهور.
ويؤكد اهالي منطقة اللوان ان ما يزيد الطين بلة ان سكان المنطقة التنظيمية الاولى بالإضافة للأهالي المهجرين سابقا من داريا لجؤوا الى منطقة اللوان المنطقة المكتظة بسكانها أصلاً، مطالبين بدراسة موضوع اللوان بدقة وعدم اخراج هذا الكم الهائل من السكان قبل تأمين السكن البديل.
حملنا هواجس واسئلة أهالي منطقة اللوان ووضعناها على طاولة مدير المناطق التنظيمية في محافظة دمشق ومدير تنفيذ المشروع 66 المهندس جمال يوسف الذي اكد في تصريح للثورة ان القرار اتخذ بتوزيع الانذارات مع بداية العام المقبل على مراحل في اطار الجدول الزمني للتنفيذ، مضيفاً أنه في اطار أعمال تنفيذ المرسوم 66، لإشادة السكن البديل ولتخفيف الاعباء عن المواطنين الذي يطالبون بإنجازه بسرعة سيتم العمل على إخلاء المنطقة التنظيمية الثانية على مراحل، حيث من المقرر ان تشمل المرحلة الاولى إخلاء منطقة اللوان وعلى مراحل، للمباشرة بتشييد الوحدات السكنية الخاصة بالسكن البديل لشاغلي المنطقة التنظيمية الاولى وبعضاً من شاغلي المنطقة التنظيمية الثانية الذين سيتم اخلاؤهم في المرحلة الاولى، وسيتم توزيع الانذارات خلال الاشهر الاولى من العام المقبل 2018 ولجميع الشاغلين في منطقة اللوان وسيتم بالتوازي المباشرة بتنفيذ أعمال البنية التحتية في المنطقة.
وأوضح المهندس يوسف أن إنجاز السكن البديل يشمل في المرحلة الاولى 950 عقاراً وستتم المباشرة به فور اخلاء الموقع بالإضافة لتنفيذ البنية التحتية بالتوازي مع انجاز الابنية بحيث يصبح جاهزا للسكن فور إنجازه والعمل جار لإنجازه بالسرعة الكلية لتخفيف الاعباء عن المواطنين وعن ادارة المشروع، مؤكداً أن إنجاز السكن البديل لن يتم على مراحل لأن ذلك سيسهم في اطالة مدة التسليم وارتفاع كلفة الانشاء، لافتاً الى أن عدد الطلبات المقدمة حتى تاريخه وصل الى 6500 طلب تقوم لجنة تم تشكيلها لهذا الغرض لدراسة جميع الطلبات المقدمة وسيتم الإعلان عن أسماء المستحقين للسكن البديل خلال النصف الاول من شهر كانون الاول القادم قبل نهاية العام.
وحول تثبيت الملكيات في المنطقة التنظيمية الثانية 102 الواقعة جنوب المتحلق الجنوبي على مساحة 880 هكتاراً، أكد مدير المناطق التنظيمية أن العمل جار على تثبيت الملكيات حيث تم توصيف وإنجاز أكثر من 85% من مساحة المنطقة التنظيمية الثانية، وقامت لجان حل الخلافات بإنجاز اكثر من 16 ألف دعوى من أصل 21 الف دعوى، كما تم استكمال البيانات لحوالي 13 الف مالك حتى تاريخه، فيما تجاوز عدد العقارات التي تم توصيفها الى 32 الف عقار حتى تاريخه وتثبيت الاشغالات والمالكين فيها حسب الوضع الراهن لمنع ضياع حقوق المالكين والشاغلين، مبيناً أن هذا العمل ينجز من خلال القيام بزيارات ميدانية للمنازل لتسجيلها ورسمها وتوصيفها بدقة كي لا يضيع أي حق للمواطن مهما كان صغيراً.
وفيما يتعلق ببدلات الايجار أشار مدير المشروع إلى أنه سيتم توزيعها فور توزيع إنذارات الإخلاء وقبل تنفيذ عملية الاخلاء، وحول قيمتها أضاف: يتم حالياً العمل على إنجاز أعمال التقدير من قبل لجنة قضائية مع وجود مندوبين ممثلين للمالكين والأهالي، وأكد مدير تنفيذ المشروع 66 أن المديرية صرفت حوالي 4 مليارات ليرة وزعت من خلال 7000 شيك للمواطنين الذين تم إخلاؤهم كبدلات إيجار وصرف البدلات يتم وفق برنامج محدد في المديرية، منوهاً إلى أنه تم تنفيذ حوالي 90% من البنى التحتية وتنفيذ 12 كم من الأنفاق وأن العمل في المرحلة الأولى سينتهي مع بداية الشهر الثالث.
ودعا المهندس يوسف الاهالي والشاغلين في منطقة اللوان الى التعاون مع المحافظة في إنجاز عمليات الإخلاء لتسهيل استكمال تنفيذ المشروع والسرعة ما أمكن في تنفيذ السكن البديل لأن سرعة الإنجاز ستكون في مصلحتهم بالدرجة الاولى مؤكداً أنه سيتم اخلاء الشاغلين سواء كانوا مالكين او مستأجرين وذلك لإنجاز اعمال الهدم واخلاء الموقع لإنجاز اعمال المخطط التنظيمي كاملة، وان العمل والاسراع بتنفيذ الاخلاء بسرعة يساهم في تسريع عملية انجاز السكن البديل والاعتراض لن يتسبب الا في التأخير علماً ان فترة الإخلاء ستكون خلال العام الدراسي وقد تم ابلاغ المدارس في المنطقة بعدم التسجيل للعام الدراسي الحالي.
وكانت محافظة دمشق أنهت في شهر تشرين أول المنصرم عملية إخلاء وهدم جميع الإشغالات في منطقة كفرسوسة في اطار تنفيذ المشروع 66 في المنطقة التنظيمية الاولى جنوبي شرقي المزة.
حيث تم إخلاء جميع الإشغالات وأصبحت المنطقة خالية تماماً منها حيث تم إخلاء 8500 إشغال سكني وتجاري لينجز بذلك إخلاء كامل المساحة للمنطقة التنظيمية الاولى في المشروع والتي تبلغ 214,9 هكتاراً علماً ان الاشغالات كانت تشكل قرابة 60% من مساحة المنطقة الاولى.