ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم : تزداد العناوين وتتلاحق التحليلات، والخطاب الحدث والحديث، بمحدداته وضوابطه بما كان واضحاً منذ البداية، وما استجد وتطلب توضيحاً أو إيضاحاً.
لأنها سورية .. كانت الأنظار تتجه إليها.. لأنه خطاب الثوابت والقرار الوطني المستقل الذي حدد الطريق إلى الحل المنتظر، كان الاهتمام والمتابعة، ولأنه نطق بنبض ملايين السوريين كان تحت الأضواء، وسيبقى كذلك لأنه لا يتعلق بما يجري الآن وما قد يجري غداً، بل رسم ما قد يكون أبعد من ذلك بكثير, حدد معالم مرحلة فاصلة في التاريخ ستكون لها بصمتها في المشهد العالمي، وفي توضيح تموضعات القوى الدولية داخله.
ما سبقه لم يكن مشابها لما تلاه، هذه حقيقة باتت ملموسة منذ دقائقه الأولى، لأنه فصل في التاريخ وفي الزمان بين حدين فاصلين، والدوائر التي ترتسم حوله تتسع باتساع الآفاق التي فتحها، وعلى امتداد طريق الحل التي حدد ضوابطها، وحركة الاتجاه فيها، وهو ما يضيف أبعاداً مهمة ومؤثرة.
مفصلية الخطاب والموقف .. في التوقيت والمضمون، ضبطت الإيقاع على الكلمات السورية والمفردة السورية والرؤية السورية، فكان التوقيت السوري الحاضر والشاغل والمؤثر والمحرك والموجه، وكانت الخصوصية السورية التي لا تصلح لسواها وما عهدناه من تميز في خياراتها على مدى عقودها الماضية.
«زعيق» الموتورين ومتزعمي العدوان والإرهاب، الذي تلا الخطاب يعكس حالهم، أكثر من أي شيء آخر .. يعبر عن حضيضهم الذي وصلوا إليه، ويرسم ملامح قاعهم الذي يغوصون فيه، وحتى تعابيرهم نطقت بما في داخلهم، وكلماتهم نضحت بما في إنائهم، وردود أدواتهم ومرتزقتهم ترجمت ما في أفواههم.
واهمون منذ البداية وبنوا افتراضهم على هذا الوهم.. غارقون بأضغاث أحلامهم منذ لحظة التخطيط وقدموا وعودهم على تلك القاعدة.. عاجزون ومفلسون.. في البداية والنهاية.. حاقدون وطامعون، فكان سُعارهم المحموم يمضي بقية يومه في موجة هستيريا سياسية.. وربما شخصية أيضاً.
في الحصيلة لسنا شغوفين بما نطقوا، ولا بما ثرثروا، لم نبنِ يوماً على ما ينطقون، ولم نتوقف للحظة عند ما يعتقدون، نسير بخطواتنا واثقين، والقافلة انطلقت..
ندرك وهم أيضا يدركون.. أو بعبارة أدق أغلبهم- لأن بعضهم يتحرك بأمر العمليات- أن المسألة شارفت على نهاياتها، وأن حبل الكذب أقصر مما كانوا يعتقدون، وزمن الافتراء في أيامه الأخيرة، لا كما يتوهمون، وأن الاستقواء بالخارج والمرتزقة والإرهابيين، لم يوصل إلى النهايات التي رسموا للوصول إليها، فكانوا كمن يقبض على الريح.
الخطوات على الأرض، والتنفيذ الفعلي لن ينتظر، وما قرره السوريون سيذهبون إلى تنفيذه، ومن يجد لديه ما يقدمه، فالساحة تتسع للجميع، وتحتاج لجهود كل من يمتلك الإرادة الجادة والصادقة، ودعوة الحكومة إلى وضع الخطاب في الترجمة الفعلية تؤكد ذلك الاتجاه.
أما من خرج أو ارتهن.. من اصطف هناك وسلم قراره وإرادته، فعليه أن ينتظر.. الطابور ممتد من اسطنبول إلى باريس ولندن، مروراً بالدوحة والرياض وغيرهما من عواصم اعتادت انتظار الإشارات.
في سورية لم نعتد عليها ولا على غيرها من منتجات ليست لنا.. لا نستطيع أن نكون إلا سوريين.. قرارنا من هنا.. حوارنا هنا.. وحلولنا نصنعها هنا، فسورية فوق الجميع، وقد سمعها البعيد من هنا.. والقريب!!
a.ka667@yahoo.com