ثورة أون لاين:
لنقف قليلاً ونتأمل..
محاولة الاعتداء على محطة محردة الحرارية بحماة.. سرقة كمية من النفط الخام من بئر القهار في ريف دير الزور وإحراقه ومنع رجال الإطفاء من إخماد الحريق.. مهاجمة سدالبعث بالرقة ومحاولة إحداث تخريب فيه.. تفجير سيارة سرفيس في محطة محروقات برزة بدمشق التي أودت بحياة أبرياء دون ذنب.
هي عينات من أعمال إرهابية استهدفت حياة المواطنين ومصادر الكهرباء والمياه والنفط، لا تحتاج إلى شرح ولا تفسير في دوافعها والغايات التي تقف خلفها، وتصب في صالح أعداء سورية وتخرب حياة المواطنين بشكل مباشر.. وهي بذلك تقدم الدليل تلو الدليل على توجهها الإجرامي العبثي، ليس بحق سلطة أو جهة معينة.. إنما بحق سورية الوطن والمواطن.
ويستطيع المتابع لعناوين هذه الأخبار التي توازيها على الضفة الأخرى أخبار يومية عن عمل متواصل ودؤوب يقود إلى قناعة بأن الدولة ممثلة بالحكومة وجهاتها العامة تقدم الخدمات والمواد الضرورية التي تسهل وتيسر حياة المواطنين وقت الأزمة، وإن ما تقوم به معاول الشر عبر أدواتها وعصاباتها المسلحة هو سرقة وتخريب وحرق وتبديد لمقدرات الوطن البشرية والمادية، في أفعال لا علاقة لها بالوطنية لا من قريب ولا من بعيد.
وهي بذلك تقدم خدمة مأجورة للعدو الصهيوني ومن وراءه ومن أمامه..
بعض الأمثلة والعناوين في الأخبار المسموعة والمقروءة تبين الإصرار والثبات والإرادة من الدولة بالعمل على تطويق آثار الأزمة وتخفيف وطأتها على المواطنين بدءاً من تقديم العمل الإغاثي وتقديم الرعاية للأسر المتضررة من الإرهاب، إلى رصد الأمراض السارية والمزمنة ومتابعة علاج المرضى في مراكز الإيواء المؤقت، وصولاً إلى سماح وزارة الاقتصاد للمستوردين والصناعيين باستيراد المازوت والفيول، وزراعة مئات الآلاف من الهكتارات بالقمح المروي والبعل في الحسكة حتى الآن.. مروراً بكل ما من شأنه معالجة الظواهر المستجدة والأزمات الطارئة في حينها نتيجة الأعمال الإرهابية.
ومن المنطقي أن نقول إنه لم يعد من الصعب، ليس على المتابع المختص فحسب، بل على المواطن العادي أيضاً، أن يقارن ويفرق ويحكم على هذا العمل وذاك الفعل.
لا نطلب من أحد أن يعطي رأياً أو انطباعاً إلا بمقدار ما يراه ويلمسه ويتعايش معه يومياً، وأن يشير بوضوح وصراحة إلى كفتي المشهد.. ليصل إلى القناعة وأن يبني على هذه القناعة دوره وموقعه.
استمرار الدولة بالقيام بأعمالها وتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين من خلال مؤسساتها الاقتصادية والخدمية والعمل على إصلاح ما تخربه معاول الشر، أمر أكثر من ضروري، لكن بالقدر ذاته مسؤولية الجميع أفراداً ومواطنين ومؤسسات اجتماعية وأهلية وفكرية، ودور النخب في ذلك أمر هو الآخر يحتاج الى تظهير على أرض الواقع وتحديد مكوناته ومداخل تفعيله ليكون هو أيضاً شريكاً في الدفاع عن قناعاته ودوره.
ما نحن على يقين منه أن الحكومة ومؤسسات الدولة ومن خلال اللقاءات مع الفعاليات الاقتصادية والسياسية والبرلمانية عاقدة العزم على تطويق آثار الأزمة والعمل بكل جهد وإمكانات لتأمين مستلزمات معيشة المواطنين ريثما تنتهي وتضع أوزارها قريباً.
وما نحتاجه في هذه المرحلة هو يقين يماثله دور يتكامل معه وحراك تتقاطع فيه الكثير من المسؤوليات الملقاة على عاتقنا جميعاً لتحقيق الأهداف الكبرى التي فرضت أولوياتها الأزمة وما نتج عنها، لنكون جميعاً أمينين على ترجمة القناعة التي يتشارك فيها الطيف الأوسع من السوريين، خصوصاً مع انكشاف المزيد من الحقائق والأدوار!!