ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم : قالها لافروف بالفم الملآن، وأعاد التأكيد عليها، وإن اختلفت العبارات أو تعددت المصطلحات، والمترادفات،
ومع ذلك ثمة من لا يريد أن يسمع، والبعض من غير المسموح له أن يسمع ،
وفي أقل تقدير لا يستطيع أن يصدق أن هذا الصوت الروسي بات حقيقة في المشهد الدولي.
في مؤتمر ميونيخ قال لافروف، ما يعبر عن الرؤية الروسية بمفرداتها الجديدة ونبرتها المتصاعدة، وحدد بـ»الروسي الفصيح» مسؤولية الدول الغربية وأدواتها في المنطقة عن استمرار الأزمة في سورية، ولم يتردد في طرح الأسئلة المحورية التي نشأت على أرضية هذه الأزمة ونضجت تبعا لتطوراتها، والتي تشغل الساحة العالمية اليوم بعد الخلط في المصطلحات والسياسات والممارسات، فأسهب في شرح المفاهيم وتحديد العلاقة بالإرهاب والدور الغربي الملتبس والمشبوه في توظيف هذا الإرهاب، والاستخدام المزدوج له.
ارتفاع نبرة الصوت الروسي، جاءت بعد أن حاول مدمنو الصوت الغربي وأتباعه وبطانته، محاصرته بجملة من الاتهامات تارة أو بمحاولة التشكيك بمضمونه وتقديم تفسيرات غير منطقية تارة أخرى، ولا يكاد يحضر إلا ليدفع تهمة من هنا أو ليقدم ردا هناك.
محاولة فرض الحصار سياسيا، والملاحقة الإعلامية عبر التحريف والإضافة وأحيانا الاختلاق، ليس وليد الرغبة في مناكفة الصوت الروسي، بقدر ما يعكس مخاوف وهواجس نبتت على هوامش هذا الحضور على الساحة الدولية حين تسلح بالجدية في الدفاع عن مبادئ القانون الدولي وميثاق المنظمة الدولية، بعد أن انتهك القانون على مدى عقود خلت وتم تجاوز الميثاق وفق مقتضيات الأطماع الغربية او حسب الحاجة التي تتطلبها حماية أدواتها.
الحسابات والرهانات المتعددة على تعديل في نبرة الصوت الروسي أو على تغيير في تكتيك اتجاهه، اصطدمت برؤية روسية تحكمها مصالح ورؤى واعتبارات إستراتيجية أكثر مما هي وليدة اعتبارات آنية أو إقليمية، والمفاجأة غير المحسوبة لكثير من عتاة الغرب أنه يزداد صلابة مع مرور الأيام، وترتفع النبرة الروسية تجاه القضايا، ويميل الموقف إلى تبني سياسة واضحة المعالم تحكمها في الاعتبار الأول مبادئ القانون الدولي.
ونجحت روسيا في تقديم نفسها المدافع الفعلي والعملي عن هذا الميثاق وتعاطت تحت هذا المبدأ مع المتغيرات الدولية التي تقاطع فيها الموقف الروسي مع مصالح الشعوب، رغم الغمز المتواصل من قناته أو محاولات إلباسه ما هو خارج اعتباراته، وبعيدا عن هوامشه الفعلية.
تركيز القصف الغربي على الموقف الروسي من الأزمة في سورية، تفسره، مفصلية الحدث من جهة، وتدرج الرؤية الروسية من جهة ثانية، حيث كان الحدث الأرضية والقاعدة لنشوء معادلة الموقف الروسي بمضامينه الجديدة كقوة ارتكاز في صياغة نظام عاملي جديد يحترم مبادئ القانون الدولي، ويحافظ على ثوابت الميثاق العالمي
الصوت الروسي المرتفع توضيحاً في بعض الأحيان، وتفسيرا في أغلبها، يشكل الإضافة الضرورية على أي حدث على مستوى المشهد الدولي، خصوصا ما يتعلق منها بقضايا صراع الإرادات الذي كان ولا يزال المادة الأكثر إثارة للنقاش، وإن كان يعكس في النهاية الخلاصات الأساسية التي تتوجها محددات وضوابط القراءة الروسية.
a.ka667@yahoo.com