ثورة أون لاين:
تقع البصيرة ضمن قطاع بلدية متن الساحل وهي منطقة حيوية سياحية وزراعية تتميز بشاطئ رملي وتضم مجمعات اصطيافية ومطاعم ويبلغ عدد سكانها حوالي 40 ألف نسمة معظمهم من الوافدين الذين يعيشون بين (أهلهم) منذ بداية الحرب على سورية
ويمارسون المهن الحرة وأعمال البناء والتجارة وتقوم المنظمات الدولية بين الحين والآخر كالهلال الأحمر العربي السوري بمساعدتهم وتقديم الدعم لهم عبر استهدافهم ببرامج تنموية ومشاريع صغيرة بالإضافة إلى المعونات الغذائية.
لكن ما يعكر صفو أهالي محافظة طرطوس عموماً وسكان البصيرة وجميع القرى الواقعة في قطاع بلديتي حصين البحر ومتن الساحل خصوصاً هي مشكلة الصرف الصحي المتفاقمة لعدم وجود أي محطة معالجة حتى الآن، وهذا ما شهدناه أثناء الزيارة الميدانية التي قمنا بها لبعض تلك القرى والمناطق، ففي منطقة البصيرة تنتشر (برك) وسواقي مياه الصرف الصحي في كل شارع تقريباً ما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات والأمراض لدى القاطنين في تلك المنطقة وما يزيد في الأمر سوءاً هو تحويل كل مخلفات الصرف الصحي إلى مياه البحر.
ولا يقتصر الأمر على مشكلة الصرف الصحي بل يتعداه إلى قلة النظافة بين المجمعات السياحية في البصيرة حيث تنتشر القمامة على جوانب الطرقات وتنبعث منها الروائح والقاذورات التي تجد فيها القوارض وخاصة مع اشتداد حرارة الصيف مرتعاً مناسباً لتسرح وتمرح وتنشر الأوبئة والأمراض.
وإذا كان واقع حال هكذا منطقة سياحية واصطيافية مفتقراً إلى أبسط الخدمات للسكان المحليين (نظافة وصرف صحي وخدمات مختلفة كالإنارة الشارعية..) فكيف ستنهض المنطقة بالسياحة الشاطئية خاصة مع تعافي القطاع تدريجياً والإدارات المحلية مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بالبحث عن أفكار وإيجاد الحلول لتحسين واقع القرى والبلدات والمدن وتنشيطها اقتصادياً وخدمياً واجتماعياً والبحث عن موارد مالية تغطي جزءاً من نفقاتها بحسب توجيهات الحكومة.
ولكن الواقع الفعلي يشير إلى استمرار معاناة البلديات (المادية) وهذا ينعكس على مستوى الخدمات المطلوبة بسبب ضعف إيراداتها من استثماراتها الذاتية فهي تلجأ بشكل مستمر لطلب المعونات من الموازنة المستقلة حتى في بعض الأحيان لتنفيذ دراسة لمشروع وليس لإشادة مشروع..! وهذا الحال واضح على قرى قطاع بلدية حصين البحر ومتن الساحل بالإضافة إلى انتشار عدد من المخالفات في المناطق التنظيمية فيها (البصيرة) حيث تنتشر الشماسي القرميدية أمام كل شاليه وتحجز مربعاً من المساحة غير مسموح به أصولاً..!
وأثناء الجولة طالب أصحاب البيوت البلاستيكية الواقعة على جانب طريق الحصين القديم بإيجاد حل لمشكلة تشكل السيول في فصل الشتاء وغمرها لمزروعاتهم عن طريق منع عبور المياه إليهم.
إنشاء محطة معالجة
حملنا بعض ما شهدناه إلى رئيس بلدية متن الساحل المهندس ساطع طعمة الذي أوضح (للثورة) أن الأبنية السكنية والمجمعات الاصطيافية الموجودة في بصيرة تم تنفيذها على أساس سكن سياحي صيفي وبعد الأزمة أصبحت سكناً دائماً (صيفي وشتوي).
وأضاف أن كل مبنى يعتمد على جورة فنية للصرف الصحي ومع ازدياد أعداد القاطنين فيه أصبحت الجورة الفنية لا تستوعب زيادة الاستهلاك، الأمر الذي يؤدي إلى سرعة امتلائها وفيضانها في الشوارع والأحياء مخلفة كارثة بيئية حقيقية وذلك بالرغم من قيام الصهاريج العائدة لشركة الصرف الصحي بطرطوس بشفط تلك الجور ولكن ما يحصل هو تلكؤ الساكنين في بعض الأحيان بطلب الخدمة في مقر الشركة وتسديد الرسوم المطلوبة مضيفاً أنه في حال تأخرهم تنظم البلدية الإنذارات والضبوط بحقهم بواسطة شرطي البلدية.
وأكد طعمة أنه يجب حل مشكلة الصرف الصحي بشكل جذري وذلك عن طريق تخديم المنطقة بمشروع للصرف الصحي (شبكة ومحطة معالجة) علماً أن الدراسة تم إعدادها من قبل البلدية ولكن شركة الصرف الصحي بطرطوس لم تحصل على التمويل اللازم لإنشاء المحطة حتى تاريخه.
رفد البلدية بالآليات..!
وبالنسبة لموضوع النظافة بيّن رئيس البلدية أن الإمكانات المادية للبلدية ضعيفة وهي بحاجة إلى ضاغطة قمامة على الأقل والإسراع برفدها بعدد من العمال في ظل امتلاكها لجرارين زراعيين مخصصين لهذه الغاية أحدهما سرق العام الماضي والثاني بحاجة إلى إصلاح المحرك وفي ظل نقص بالعمال حيث لا يوجد سوى ثلاثة عمال نظافة فعليين في البلدية أحدهم أصيب بمرض الربو مؤخراً.
وبالرغم من ذلك الوضع تقوم البلدية بترحيل القمامة في بصيرة كل ثلاثة أيام بالتعاقد مع قلابات خاصة حيث يتم صرف ما مقداره 500 ألف ليرة شهرياً على ترحيل القمامة في كامل قطاع البلدية (متن الساحل – مرقية – متن أبو ريا – صايا – ديرة – عزيت – الحنفية – مزرعة الحنفية – بصيرة) 400 ألف ليرة منها تقدم كإعانة من الموازنة المستقلة للمحافظة والباقي يمول من البلدية مؤكداً أن الوضع الحالي أفضل بكثير مما كان عليه العام الماضي بفضل جهود العاملين وروح التعاون لدى فريق العمل.
تسوية أوضاع المظلات المخالفة
وعن أنواع المخالفات الواقعة في قطاع البلدية أكد طعمة أن معظمها متعلق بمظلات القرميد التي يبلغ عددها 1500 مظلة. حيث يقوم صاحب شاليه أو سكن بإنشاء (شمسية) من القرميد أمام سكنه وهذا مخالف للقانون ويجب إزالتها ولكن عملية قمعها (صعبة) ما جعل البلدية ترفع القرار رقم 29 تاريخ 8/2/2018 إلى المكتب التنفيذي المختص في محافظة طرطوس لافتاً أنه لم يوافق عليه حتى تاريخه!
ويتضمن القرار الصادر عن البلدية طلب الموافقة على تسوية مظلات القرميد القائمة ضمن الأملاك الخاصة قبل صدور المرسوم التشريعي رقم 40 لعام 2012 والواقعة داخل وخارج المخطط التنظيمي لبلدية متن الساحل بحيث تستوفى رسوم التسوية وفق الآتي: 500 ليرة عن كل متر مربع من المظلات الواقعة خارج المخطط التنظيمي و1000 ليرة عن الواقعة داخل المخطط و5000 ليرة عن كل متر مربع من المظلات الواقعة ضمن مجمع الرمال الذهبية.
ويشترط لتسوية مظلات القرميد عدم وجود شكاوى وتعهد عند كاتب العدل بالإزالة عند الطلب من قبل البلدية بالإضافة إلى موافقة الجوار وأن تكون المظلة مفتوحة الجوانب ولا تحجب الرؤيا.
استثمارات البلدية إيراداتها خجولة
وفيما يتعلق باستثمارات البلدية أوضح أنه يمكن الاستثمار بعقارين تملكهما البلدية حيث توجد قطعة أرض مساحتها 27 دونماً في متن الساحل وتتميز بإطلالة رائعة ولكن منذ العام 2007 لم يتقدم لها أي مستثمر وتنوي البلدية استثمار جزء من العقار بمساحة 500 م2 كمقصف في المستقبل بالإضافة إلى وجود عقار آخر في البلدة القديمة وتطالب البلدية بإنشاء مخبز آلي فيه علماً أن كامل قطاع البلدية لا يوجد فيه مخبز آلي كما تقوم البلدية بتأجير بعض الأرصفة (شماسي وطاولات) لقاء مبالغ خجولة.
مشاريع قيد التنفيذ
من جهة ثانية قامت البلدية بدراسة عدد من المشاريع وقامت بتصديقها من الخدمات الفنية بعد رفعها طبوغرافياً وتقدمت بطلب إعانة من المحافظة لتمويلها وهي: تأهيل طريق مرقية الرئيسي بتكلفة تقديرية 12,5 مليون ليرة وتنفيذ شبكة صرف صحي في حارة البليط – مفرق مزرعة الحنفية بتكلفة 33 مليون ليرة وتنفيذ طريق اعزاز جزء أول بتكلفة 19 مليون ليرة وطريق بصيرة (العبارة) بتكلفة 32 مليون ليرة سورية.
تعزيل الشاطئ
وعن الأعمال التي تقوم بها بيّن طعمة أن البلدية بصدد صيانة أجهزة الإنارة ببصيرة وقطع الأعشاب على جوانب الطرقات استعداداً للموسم السياحي والتحضير لتعزيل وتنظيف الشاطئ بالتعاون مع أصحاب المنشآت السياحية ووضع اللوحات التي توضح الأماكن المسموحة للسباحة وأوقاتها والعمل على تأمين المنقذين للحفاظ على أرواح المواطنين ورش المبيدات بشكل دوري وترحيل القمامة ثلاث مرات أسبوعياً.
مواصلات طرطوس وعدت بحل المشكلة
مدير فرع مؤسسة المواصلات الطرقية بطرطوس المهندس محمد يوسف أوضح بشأن مطالبة أصحاب البيوت البلاستيكية أن المؤسسة أدرجت في خطتها لهذا العام تنفيذ عبّارات وخنادق بيتونية مع أمله (بعد التنفيذ) أن يحافظ المواطنون على الخنادق المزمع إنشاؤها والعبور من المعابر المخصصة المخدمة بعبّارات بالإضافة إلى عدم رمي أنقاض ومخلفات البيوت البلاستيكية على جانبي الطريق الذي سيؤدي إلى ردم الخنادق.
محطة معالجة تنفذها أكسفام
من جهة ثانية أفادنا مدير عام شركة الصرف الصحي بطرطوس المهندس منصور منصور أنه يوجد خطان للصرف الصحي في بصيرة، الخط الأول تم تنفيذه من قبل UNDP وينتهي إلى البحر وسيقام في نهايته محطة معالجة. والخط الثاني نسعى أيضاً أن تتبناه إحدى المنظمات الدولية.