ثورة أون لاين – ديب علي حــســـن:
ليس عنوان قصيدة نزار قباني، يوم كتب (المهرولون) بعد تسابق الأعراب إلى الكيان الصهيوني، نعم هي هرولة بكل المقاييس والمعايير، ولايمكن لأي متابع أن يقرأ سر ما يجري إلا أنها استسلام أعرابي للمخططات التي تقودها اسرائيل في المنطقة،
وتعمل على تنفيذها بمال النفط الذي سخر لكل ما هو خارج إطار المألوف والعادي، بل وصل إلى أن يكون وبالا على القضايا العربية كافة، من القضية المركزية إلى اليمن إلى ما يجري الآن من الماء إلى الماء، وبالتأكيد ليس الأعراب بقادرين على فعل شيء آخر إلا أن يكونوا أدوات تنفيذ.
أدوات لأنهم، ارتضوا أن يكونوا كذلك، فهم المطبلون لصفقة القرن، وممولوها والساعون إليها بكل مقدراتهم، لعلها تكون بالمحصلة ضامنا لأمنهم الذي يعلن البيت الأبيض أنه لن يكون مضمونا بلا مقابل، وكان الحصاد الأولي ما تم دفعه لترامب حين زار مهلكة بني سعود.
واليوم يعود ترامب إلى التهديد من جديد: نريد ثمن انسحابنا من الاتفاق النووي مع إيران، الانسحاب ليس مجانيا، وعلى السعودية ودول الخليج التي تمضي في ركبها أن تدفع، وهذه المرة سيكون الإسراع بتنفيذ صفقة القرن التي يسابقون الزمن من أجل إعلانها، ومن يقدم صكوك الوفاء والإخلاص لهؤلاء، بالتأكيد هو تل أبيب التي تشعر أن كل ما خططت له هي والولايات المتحدة لم ينجح في القضاء على محور المقاومة، وإشغال سورية عن دورها القومي، مع كل ما تم ضخه وفعله، كانت الهزيمة المحققة بالأدوات على الرغم من تدخل المشغل بشكل مباشر مرات ومرات.
والنصر السوري الذي يتجذر في الجنوب السوري، يدق المسمار الأخير في نعش مشاريعهم العدوانية، ولن تمر صفقة القرن، لو أعلنت من على سطح المريخ، وضج العالم بها، ببساطة لأنها ضد منطق الكرامة والحياة، وإذا كانوا المهرولون بلا كرامة، وهم كذلك، فالشعوب تعرف كيف تصون كرامتها، وتحاسب من فرط بها، وحسابها سيكون عسيرا.