هي الأوراق المهترئة التي اعتادت أميركا على رميها في اللحظات الأخيرة من انتهاء آلاعيبها في سورية، ومنها ربما المراوغة الأخيرة التي أسندت المهمة فيها إلى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى سورية تحت مسمى الحلول السياسية والحوار واللجنة الدستورية وغيرها.
دي ميستورا قدم إلى دمشق ليرمي بأوراق طواها الزمن رغم معرفته ومعرفة رعاة الإرهاب قبله، وفي مقدمتهم أميركا، أن سورية لن تقبل بدستور لا يصوغه السوريون، وأن دستورها لن يكون إلا سورياً وبمناقشة وصياغة السوريين دون سواهم.
إنه اللعب الغربي والأميركي على وتر حل الأزمة بالطرق السلمية وتحت رعاية الأمم المتحدة، لكنه لعب مكشوف ويأتي في ربع الساعة الأخير من مهمة دي ميستورا، فطالما شهدت سنوات الأزمة والحوار السوري السوري في جولاته المختلفة من سوتشي إلى جنيف مروراً بعشرات المحطات والعواصم تدخله السلبي ورؤاه المنسجمة والمتناغمة مع الأجندات الأميركية والغربية.
اليوم وبعد أن دخل اتفاق سوتشي حول إدلب مرحلة الجمود بسبب المماطلة التركية والرعاية الأميركية للتنظيمات المتطرفة، ولعب رعاة الإرهاب الإقليميين على جميع الحبال، وتنصلهم من التزاماتهم في الاتفاق المذكور والتفافهم على مضامينه بذرائع وحجج واهية تحاول واشنطن وحلفاؤها وأدواتها في المنطقة إنتاج كل ما من شأنه خلط الأوراق وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر ومحاولة استمرار الأزمة بأي ثمن.
يسوقون ويروجون بأن تنظيماتهم المتطرفة سحبت السلاح من المنطقة المتفق عليها في إدلب رغم أنهم أمروا تلك التنظيمات التابعة لهم بأن تبقي هذا السلاح في العديد من النقاط في المنطقة المذكورة، يدعون أنهم بحاجة إلى مهل إضافية لإقناع الإرهابيين الذين خرجوا من تحت عباءة إرهابهم بضرورة الالتزام بتفاصيل سوتشي لكنهم في الواقع يوعزون إليهم بضرورة تعطيل الاتفاق.
يسابقون الزمن لمد عمر الأزمة ونشر المزيد من الفوضى الهدامة في طول المنطقة وعرضها وخصوصاً أنهم رأوا تصميم سورية على محاربة الإرهاب وقرارها تطهير أرضها من الاحتلال الأجنبي ومن التنظيمات المتطرفة ويتخوفون من وصول اتفاق إدلب إلى طريق مسدود في وقت قريب ما لم يجر تنفيذ البند الثاني من الاتفاق القاضي بانسحاب التنظيمات الإرهابية فتراهم يبذلون كل جهد لخلط الأوراق علها تنقذ مشروعهم التقسيمي والفوضوي.
كتب أحمد حمادة
الخميس 25-10-2018
رقم العدد: 16819