عليك أن تفهم لغتهم..؟
ان تابعت وفقا لمنطقك, ستبقى عالقا ولن تتقدم خطوة واحدة, وقد تهرب من كل هذا السياق الاعلامي الذي تقدمه الفضائيات كل على حدة على انه الحقيقة المطلقة..!
عليك ان تتخلى عن اي شيء يحمله ذهنك, هما كان.. قناعة, موقفا.. حتى احاسيسك تحتاج الى تجميدها..
تخلى عنها فحسب, لكن الافضل أن تمسح كل شيء, وتستعد لتلقي ما تضخه تلك الآلات التي هي نفسها لم تعد تفهم ماذا يعني الحياد, ولا حتى عبارات مثل تبعيتها لإرادة الممول, حقيقة ماحدث.. ضرورة نقل الحقيقة.. كلها تعابير باتت تبدو ساذجة ضمن المنطق الفضائي المستحدث على وقع الصراعات والازمات الاخيرة..
أغرب مافي الأمر, أن الحقائق حين تتناقلها الاخبار ومواقع التواصل, تبدو في كثير من الأحيان, واضحة, ولكن تصر القنوات الفضائية على جعلنا نتمسك بالخيال, في كل مرة تبتكر رؤية ما تفاجئنا فيها باستحداث سياق اعلامي تخيطه على مايبدو كل مرة ورقيا, ماان يتبدل الحدث حتى تمزق الورقة..!
الورقة هشة لديها فقط..!
بينما لدى المتلقي لاتبدو الامور بكل هذا الوضوح, لأن كل فضائية تصرعلى ابتكار أدوات السيطرة, ضمن مساحتها الخاصة, لتضمن وعيه المناسب لها, وغالبا هي لاتفكر بوعيه, بل بجره الى مساحتها, عاطفيا, عبر قوالب باتت تشتهر بها كل محطة على حدة ما ان تندلع الازمات حتى تستل قوالبها, وتشهرها, سواء اكانت الازمة لها علاقة باغتيالات, تفتيت بلدان, محاولة اشعال بلدان أخرى.. الزج بمنطقتنا في حروب على أسس هشة.
تلك القوالب الجاهزة, كبرامج مخبأة على اسطونات مضغوطة حتى تتسع لحجم الفبركات والتضليلات والاكاذيب التي ترميها في وجوهنا..!
طبعا بفضل كل ماعشناه مؤخرا, لقد تبدلنا, نحن أيضا بتنا نرى كل هذه الدماء, العنف, شيء ما فينا تبلد.. احاسيسنا وقتية, نتعاطف على وقع اللحظة, سرعان ما ننصرف الى اي امر مهما كانت تفاهته, يلهينا عن عمق التغير الذي جعل وعينا مكبلا بالعجز, وأحاسيسنا.. مجرد اداة نقصيها خوفا من اي تعاطف..!
مجتمعات بأكملها تؤمن بهراء وتقصي اهم الأفكار, وترمي بنا في متاهات لانهائية.. لايبدو أننا سنخرج منها قريبا..
كبسة زر
سعاد زاهر
soadzz@yahoo.com
التاريخ: الجمعة 26-10-2018
رقم العدد: 16820