لاشك أن المسرح السوري عريق ولديه خبرات ومعارف وتجارب أثبتت نفسها لنصل إلى ماوصلنا إليه الآن.. لانقول أننا بأفضل حال لكن ثمة جهود تعمل وتسعى وتبحث… والمتابع للحركة الثقافية يلاحظ أن ثمة مايمكن الوقوف عنده والغور في تفاصيله ما أمكن ذلك.
مديرية المسارح والموسيقا خلال سنوات الحرب كانت ولاتزال مواظبة على تقديم المسرح التنويري والمتجدد.. فقدمت أعمالاً مهمة وفتحت أبوابها لفنانين كبار أعادوا الألق لخشبة المسرح وقد لاقت هذه الأعمال صدى طيباً لدى الجمهور السوري وحصدت العديد من الجوائز في بعض الدول العربية..
اليوم ونحن على اعتاب نهاية العام لابد من الإشارة إلى أن مجموعة من الأعمال يتم تحضيرها وعشاق المسرح في انتظارها.. والأهم أن المديرية لا تزال مستمرة في دعم مسرح الشباب وها هي التجربة تعمّ المحافظات, وأيام قليلة سيتم تقديم العروض في مدينة دمشق..
أما مهرجان مسرح الطفل الذي شاهدناه خلال الأشهر الماضية في مسارح دمشق الهادف إلى التواصل مع الأطفال ورسم الابتسامة على وجوهم وجعلهم يتفاعلون مع هذا الفن الراقي سيستمر… وهناك تحضيرات جدّية في بداية العام القادم ليكون هذا المهرجان في كافة المحافظات السورية… ومن المؤكد أن لهذا المشروع أهمية مضاعفة عمّا كل ما قُدم ويقدم.
لكن في خضم مانتحدث به يأتي السؤال الملح أين المسرح الجامعي الذي كان ينشط في رحاب الجامعة ؟ لماذا لاتعود هذه التجربة التي شهدتها سورية منذ سنوات بعيدة لتستمر وتؤثر في جمهور المسرح من جهة والطلاب الذين ليسوا على اتصال بالمسرح من جهة ثانية؟
علينا أن لاننسى أن المسرح يحتاج دوماً إلى دعم وتشجيع وأدوات خبيرة.. وهذه مسؤوليتنا جميعاً لطالما هذا الفن موجود ووراؤه من يحاول الحفاظ عليه ليبقى مواجهاً ومحصناً كما يليق بنا وبثقافتنا.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 7-11-2018
رقم العدد : 16830
السابق