الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة السورية وحلفاؤها لاجتثاث الإرهاب، باعتباره آفة تهدد العالم بأسره، يقابلها استماتة غربية غير مسبوقة للحفاظ على التنظيمات الإرهابية والاستثمار في جرائمها، وهو ما يتجلى بدعم منظومة العدوان غير المحدود للإرهابيين في سورية، ومنعها من إنجاز نصرها الكامل على الإرهاب، وإبقائها تحت وطأة الابتزاز السياسي والإعلامي، ولهذا الغرض لا تنفك الدول الراعية للإرهاب عن دعوة مجلس الأمن بشكل دائم لعقد الاجتماعات وتوجيه الاتهامات الباطلة، وأبرزها أكذوبة «الكيميائي».
والأنكى أن تلك الدول التي تتفنن بأساليب الكذب والخداع في مجلس الأمن، هي التي تزود الإرهابيين بالمواد السامة، وتحرضهم على ارتكاب الجرائم بحق المدنيين لاتهام الحكومة السورية، وإيجاد ذريعة لشن الاعتداءات على الشعب السوري، كما حصل أكثر من مرة، وآخرها العدوان الأميركي الفرنسي البريطاني الغاشم، واليوم وبحسب التأكيد الروسي، والكثير من التقارير الميدانية، يقوم إرهابيو «الخوذ البيضاء» بالإعداد لمسرحية جديدة باستخدام السلاح الكيميائي في ريفي حلب وادلب، وهذا الأمر هو حتماً بعلم من تلك الدول، أو بالأحرى بأوامر مباشرة منها، لتقوم تلك الدول بعد ذلك بفبركة الأدلة واستجلاب شهود الزور، والتلاعب بمسرح الجريمة، والتدخل لنجدة الجماعات الإرهابية كما حصل في السابق، وكل ذلك بهدف إطالة أمد الأزمة، وحماية ما تبقى من تنظيمات إرهابية إلى الحد الذي تتوهم فيه أميركا وأتباعها بأنهم سيحققون أجنداتهم الاستعمارية في سورية.
ما تحققه سورية من إنجازات متلاحقة، سواء في الميدان، أم في السياسة، تضع محور دعم الإرهاب في حالة تخبط ويأس، وتدفع أقطابه للتصعيد عشوائيا.. والعزف مجدداً على نغمة التهديد بالعكاز الإرهابي، نتيجة طبيعية لهزائم رعاة الإرهاب، ولذلك نجد الأميركي يعمل اليوم على إعادة تعويم داعش، لتبرير وجود قواته الغازية، ويتمادى بإجرامه عبر «الفوسفور الأبيض» لإرهاب المدنيين، ويمتطي أيضاً مع تابعه التركي سرج الإرهاب في إدلب لإبقائها بؤرة إرهابية تستنزف قدرات الشعب السوري وجيشه، والفرنسي يسعى لتعزيز وجوده العدواني في سورية، من أجل حجز مقعد على طاولة الحل السياسي، والبريطاني يشرف مع شركائه في سفك الدم السوري على إدارة مسرحيات «الكيميائي» عبر مرتزقته من «الخوذ البيضاء»، ليتفرد نظام أردوغان باللعب على حبال النفاق لتقويض اتفاق سوتشي، وهذا ما تعكسه هجمات إرهابية متواصلة على مواقع الجيش والأحياء السكنية المحيطة بالمنطقة المتفق عليها بموجب الاتفاق، والجميع يضعون تلالاً من العقبات أمام عودة المهجرين، وكل ذلك في سياق توزيع الأدوار بين أقطاب منظومة العدوان لمنع الدولة السورية من إنجاز مهمتها في القضاء على الإرهاب، خوفاً من عودتها أقوى مما كانت عليه سابقاً.
رعاة الإرهاب يلعبون أوراقهم الأخيرة اليوم، لتأخير إعلان هزيمتهم، وكما عجزوا عن تحقيق أطماعهم طوال سنوات حربهم الإرهابية الماضية، فإن كل مخططاتهم الجديدة سيكون مصيرها الفشل أيضاً.
ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 7-11-2018
رقم العدد : 16830

السابق
التالي