حلب القلعة

على مدى خمسة أيام في مدينة حلب تبهرك إرادة الحياة لدى الحلبيين بقدر مايؤلمك مشهد الدمار الذي حل بالمدينة، قديمها وحديثها، أرضها وانسانها، ومع ذلك أنّ نظرت ترى برعماً للحياة تفتّح.. بين الأحجار العتيقة في الجامع الأموي وعلى قلعتها الشامخة أبداً، وفي أزقتها القديمة وكافيهاتها الحديثة.
محال تجارية تعجّ بالحركة والابتسامة وعبارات الترحيب على بُعدِ شارع من أكوام حجارة كانت فيما مضى بيوتاً للآمنين وأسواقاً لتجارة وصناعة اشتهرت بها حلب ووصلت أصقاع العالم، لا مكان لليأس والألم بعد اليوم طالما أسقطت حلب ورجالها ورغم الحصار المطبق مشروع اردوغان العثماني.
تأخذ الزائر عبر شوارعها مسيراً في كتب التاريخ، كل شيء فيها ينبي عن مدينة عظيمة، شوارعها وحجارة أبنيتها تروي ألف عام ..ألفين، ثلاثة آلاف، أربعة آلاف عام وأكثر من التاريخ والحضارة.. وربما قبل أن يخترع الإنسان التأريخ. وفي جامعتها التي رفضت أن تتوقف عن العطاء في أصعب الظروف عندما كانت تتلقى قذائف الإرهاب، تباشير المستقبل من شباب ونشاط.
ليس كثيراً على حلب أن تكون جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية فيها، وأن ينعقد فيها المؤتمر الصناعي الثالث بحضور وزراء الحكومة وصناعيي سورية، فهي قلب الصناعة الذي لاينام، ويد الحكومة الممدودة إلى حلب تلاقيها ألف يد من أهلها لاستعادة ألقها المعهود ودورها المرتقب.. فحلب لاتعرف إلا ان تكون صانعة للحدث تغزله في مدينتها الصناعية وتحيكه في أحيائها القديمة مع رائحة الزعتر وصابون الغار.
تقديم الحكومة الدعم بكافة أشكاله لمدينة حلب وريفها خيار صحيح واستثمار في الإعمار والبناء، وسيرى العالم أجمع كم تستطيع حلب أن تفعل في عام أو أقل..
ومع اقتراب ذكرى تحريرها الثانية يحق لأبناء المدينة ومعهم السوريون الذين صانوها بدمائهم أن يفخروا بما انجزوا بعد النصر.. وإننا نشهد كما شهد العالم أجمع أن الجذور في حلب، كما كافة المدن السورية، لاتُقتلع ولاتموت فهي مزروعة في عمق التاريخ تستمد منه قوة وعراقة وتضيف عليه مهارة أبنائها في تطويع الحياة كما مهارتهم في صناعة الغار والنسيج والزعتر.

عبد الرحيم أحمد

التاريخ: الأربعاء 7-11-2018
رقم العدد : 16830

آخر الأخبار
الذكاء الاصطناعي في الإعلام.. بين التمكين والتحدي التحوّل لاقتصاد السوق الحر.. فجوة بين التعليم المهني ومتطلبات الاقتصاد الجديد وزير الاقتصاد يطرح رؤية سوريا للتعافي الاقتصادي في مؤتمر "إشبيلية" قلوب خرجت من تحت الأنقاض مازالت ترتجف... اضطراب ما بعد الصدمة يطارد السوريين في زمن السلم عادات موروثة خاطئة تتبعها نسوة في ريف إدلب لعلاج اليرقان الوليدي 16 مليون سوري بحاجة ماسة للمساعدة.. الأمم المتحدة تطلق نداءً عاجلاً الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً