ليس الفقر عيباً ولا عاراً بحق من يصيبهم ولكنه وصمة كبيرة بحق جهات يمكنها أن تكافحه وتفعل ما يمكن أن يقتله إلى غير رجعة وهو كما يقول علماء الاجتماع اساس كل علة بل يقود إلى الانحرافات الاجتماعية كلها وفي هذا العصر يبدو أن الكثيرين ممن يعنيهم الأمر هم المسؤولون عن الفقر كون المؤسسات التي تدير مقدرات العمل تنبري لهذه المهمة.. فهي تخطط وتعمل وتقيم وتقوم ومن ثم تقرر مسارات أخرى… ربما يسأل أحد ما مناسبة الحديث عن الفقر هل مازال موجوداً وكيف ….نعم موجود بل يزداد الفقراء فقرا والأغنياء غنى وتبدو الحروب علامات فارقة ترفع الكثيرين وتهبط بآخرين إلى القاع …
في سورية والريف السوري تحديدا الفقر هوية وعلامة كبرى تزداد كل يوم ربما لم ينتبه من يهمه الأمر من الحكومة يظن أن الضجيج الإعلامي يقوم مقام الفعل …في ريف الساحل السوري كوارث اجتماعية كما في الأرياف الأخرى…هل جربت الحكومة أن تقوم مرة بزيارة إلى هذه القرى وتقف على حدود الفقر… مزارع مهمل مغيب عن الواجهة.. ينتظر موسم الكمسيون كما يسمى بيع التبغ إلى المؤسسة العامة التبغ وعلى الانتظار تخمين الموسم ثمة من يقول إن الظلم واقع أثناء التخمين إلا من…
غصة كبيرة يعيشها الفلاح من بدء الموسم إلى نهايته وهو تحت رحمة أقدار الطبيعة ومن يقدر القيمة…هذا العام كان الحصاد مراً مؤلماً كارثياً بكل المواسم من الفواكه إلى ما في البساتين …حصاد لا يغني ولا يسد رمق أحد… ولا أحد يسأل الجهد والمال كله يصب ويوجه إلى المدن أما من دفع دماً وجهداً من الريف السوري كله لا أحد يأبه له
ربما يظن من يخطط ويرسم للغد أن هذا يكفي وأن الرضى كاف وموجود …الأمر ليس كذلك أبدا وكم هو جميل أن يسمع صوت من صوت له بعيدا عن الضجيج الإعلامي… أيها السادة: الفقر وصمة عار كبرى وأبو الكبائر ولكنكم غافلون…هل نردد: يمشي الفقير وكل شيء ضده..ونضيف:حتى من يهمه الأمر….هل تنبهتم …نامي جياع الشعب نامي…
ديب علي حسن
التاريخ: الجمعة 9-11-2018
الرقم: 16832