منذ مطلع أيلول الماضي، يتركز القصف الذي يقوم به طيران حلف العدوان الأميركي على قرى الريف الشرقي لمدينة دير الزور،
ومنذ الأسبوع الأول من أيلول تَكرر العدوان في الأسبوع الواحد أكثر من مرّة، لسنا وحدنا من يقوم بتوثيق الاعتداءات المُتكررة، غير أننا نحن من سيُحاسب واشنطن وحلف العدوان الذي تقوده، ولن نكتفي بالتوثيق.
الحليف الروسي الذي يَرصد ويُوثق معنا، طلب من واشنطن بعد أول استهداف بالقنابل الفوسفورية مناطق في ريف دير الزور توضيحاً يُحدد الأهداف التي تقصفها، ذلك لأنها لا تستهدف الدواعش ولا أي فصيل إرهابي تدّعي مُحاربته واستهدافه!.
الرد الأميركي الذي لم يتأخر، لا يمكن توصيفه إلا بالسخيف والتافه بل إن ذلك هو أقل ما يُقال فيه، إذ ادّعت واشنطن أنها تقصف مواقع يُشتبه بأنها مستودعات لتخزين أسلحة كيماوية، بينما هي في الحقيقة مناطق مدنية ريفية ليس فيها أو بينها موقع عسكري واحد، فضلاً عن أن كذبة الكيماوي صارت مَمجوجة وصفحته قد طُويت، ناهيك عن أن مُعاينة نتائج الاعتداءات المُتكررة تفضح الادّعاء الكاذب، فهي لا تحصد سوى أرواح المدنيين من النساء والأطفال، وتُجبرهم على الهجرة وترك قراهم، وهو ما قد يكون الهدف الأميركي المُباشر.
تَفريغ المنطقة من أهلها وسكانها لإحلال الدواعش فيها وتَمكينهم من احتلالها مُجدداً هو الهدف الذي تشتغل عليه قاعدة التنف الأميركية، وقد بات من الواضح أن الهدف ينطوي على أبعاد مُتعددة، فمن جهة تريد واشنطن شريطاً داعشياً قريباً من التنف، يمتد إلى داخل الأراضي العراقية، للإبقاء على التوتر هناك، وعلى الذريعة لإبقاء قواتها، وفي الوقت عينه لضمان استمرار اللّعبة مع ميليشيا قسد من جهة، ومع نظام أردوغان من جهة أخرى.
موسكو التي لم تَجد مَنطقاً غير منطق العدوان وحماية الإرهاب في الاعتداءات الأميركية المُتكررة، أحرجت واشنطن بطلب تحديد الأهداف ومُقتضيات ضربها، وشددت على وجوب إبلاغ المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، للبحث جدياً بإرسال مُمثلين عنها للتفتيش والتأكد، غير أنّ شيئاً من هذا وذاك لم يحصل، واستمرت الاعتداءات الوحشية الأميركية!.
إذاً، ما الذي تبحث عنه واشنطن هناك؟ هل تبحث عن فضيحة جديدة لها ولحلف العدوان الذي تقوده؟ أم تبحث عن هزيمة أخرى لأذرعها الإرهابية ولمشروعها ولقواتها؟ أم تبحث عن استدراج أطراف مُحددة لخوض المواجهة معها؟.
بالتوثيق الذي يَسبق المُحاسبة، سنَفضح واشنطن وحلفها المُعادي، وبالعمل الميداني المدروس سنُلحق الهزيمة بمشروعها ومخططاتها على التوازي مع دحر وسحق أذرعها الإرهابية، وأما توقيت المُواجهة فيّتحدد حسب الأولويات، ذلك أنّ ساعة الصفر لا يُستدرج لها صاحب الأرض ومالك الحق، ووحده من بيده الميدان وزمام المُبادرة هو من يُحددها.
علي نصرالله
التاريخ: الاثنين 19-11-2018
الرقم: 16839