القصة ليست قصة رمانة .. وإنما قصة أزلام لم يصلوا بعد في فجعهم وطمعهم وجشعهم إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي التي تلي مرحلة ما بعد بعد.. الشبع الحقيقي.. وليس آخر تلك القصص (الدون كشوتية) التي تفننوا بأسلوب الهواة لا المحترفين على حياكة وقولبة وطرح الحجج والأعذار والمبررات (التي لم ينزل بها الله من سلطان) حول تذبذب لا بل التلاعب (يميناً وشمالاً حتى تاريخه) بسعر صرف الدولار الذي ما زال يسجل قفزات غير منطقية أو واقعية على مؤشر البيع والشراء.
نعم القصة قصة أزلام قلوبهم كانت ومازالت ممتلئة حباً وعشقاً وهياماً بالقرش اللاحلال الذي يحاولون وبكل ما أوتوا من قوة قنصه ولو من داخل علبة دواء عجوز مريض، أو من زجاجة حليب لطفل رضيع، أو من معدة أسرة فقيرة مازالت تسعى جاهدة للوصول إلى الوجبة كاملة الدسم، على الرغم من معرفتهم ويقينهم التامين أن كل ما يقومون به لا يمت لا للتجارة ولا للشطارة بصلة لا من قريب ولا حتى من بعيد، وإنما الرابط الوحيد الذي يجمع بين أفعالهم تلك هو القذارة وحدها ولا شيء آخر سواها، كون أسها وأساسها استثمار الحروب إلى آخر حد، والوصول ( قفزاً ومواربة ..) إلى أبعد نقطة يمكن بغشهم وخداعهم ورقصهم المستمر على حبال الأزمات الذائبة أن يصلوا إليها.
القصة الحقيقية .. هي قصة بلد .. واقتصاد .. وتجارة .. ودخل .. وسلع ومواد .. القصة أكبر بكثير من أحلام (شيطانية) وأطماع حفنة صغيرة جداً من تجار أزمات ما زال عفن زبد ممارساتهم يفوح في كل الأرجاء.
القصة تحتاج إلى وقفة حكومية ـ مالية ـ مركزية ـ مصرفية من نوع خاص جداً، وقرارات وقوانين من العيار الثقيل جداً جداً، للجم وكبح جماح هؤلاء، وإعادة تصويب بوصلة الصرف عند عتبة سعر معين وتثبيته طالما أن الأمر متاح، والعمل ليس فقط على ترشيد وقوننة الاستيراد وإنما ربط الأحزمة وشدها ما أمكن والتحرك السريع باتجاه فتح قنوات تصديرية جديدة تعزز من كفة ميزاننا التجاري، ووضع ليرتنا في مكانها الربحي المناسب، كما أصحاب القرار الاقتصادي السريع والصحيح والجريء.
عامر ياغي
التاريخ: الاثنين 19-11-2018
الرقم: 16839