الجولات الرقابية المعلنة والسرية هل تحد من المخالفات الحاصلة في السوق . . ؟ ، وهل ضبطت المتلاعبين بقوت الناس . . ؟ ،
سؤال يستحق الوقوف عنده لقناعتنا بأن هذه الجولات لم تقدم أي حلول لارتفاع الأسعار الحاصلة وبشكل جنوني رغم تسجيل أرقام ضبوط عالية، لكن بقناعتنا أن هذه الضبوط لم تطل حيتان السوق بشكل مباشر، وعندما نقول ذلك لقناعتنا أيضاً أن عدد الضبوط التموينية في أسواقنا وإن كان كبيراً لا يعبر بل لا يكون مؤشراً على ارتفاع نسب الغش والتدليس والمخالفات، إنما هو مؤشر على ترهل عملية الرقابة التموينية وليس مؤشر على صرامة الرقابة .
فما ذكره مدير حماية المستهلك بوزارة التجارة الداخلية عن أعداد الضبوط المنظمة منذ بداية العام وحتى نهاية الربع الثالث قد بلغ 32093 ضبطاً ، منها 31073 ضبطاً عدلياً و2100 ضبط عينة، بينما بلغ عدد الإغلاقات 1819 إغلاقاً ، وعدد الإحالات موجوداً إلى القضاء 432 إحالة، وهي ضبوط تتعلق بمخالفات غش وتزوير ومواد منتهية الصلاحية والتلاعب ببطاقة البيان ومواد مجهولة المصدر وتقاضي سعر زائد وعدم الإعلان عن الأسعار، والسؤال هنا :
ماذا قدمت هذه الأرقام من إجراءات للحد من حالة ارتفاع الأسعار الحاصلة في السوق . . ؟ . هل أنهت حالة ابتزاز التجار والسماسرة والباعة للناس.؟
وزير التجارة الداخلية يجيب إلى أن الهدف الأساسي من عمل الرقابة التموينية ضمان توافر مواد غذائية واستهلاكية في الأسواق بمواصفات نوعية جيدة تتوافر فيها مقومات الصحة والسلامة الغذائية، وبأسعار مناسبة، والتصدي لحالات الغش والاحتكار، ناهيك بتأكيده على ضرورة أن يرتقي عنصر حماية المستهلك بعمله وأدائه وسلوكه بحيث لا يقتصر عمله على التركيز على تنظيم الضبوط والإعلان عن الأسعار والبحث عن الخطأ بل عن معالجة الخطأ وعدم تكراره والعمل على كشف المصادر الأساسية لعمليات الغش التي تنتج مواد غذائية غير مطابقة للمواصفات كوجود معامل غير مرخصة ولا تتوافر فيها مواصفات البيئة الصالحة للإنتاج، وتزوير ماركات بأسماء وهمية غير صحية وطرح مواد منتهية الصلاحية أو غير مطابقة للمواصفات.
نأمل أن تساهم (عين المواطن) بحل أزمة غلاء الأسعار التي تسيطر على السوق، غير أنه لا بد من اتخاذ العقوبات الرادعة بحق حيتان السوق الذين يختفون وراء الباعة الصغار الذين هم دائما بوجه المراقبين التموينيين.
asmaeel001@yahoo.com
إسماعيل جرادات
التاريخ: الاثنين 19-11-2018
الرقم: 16839