بانتظار انعقاد الجولة الـ 11 من أستنة أواخر الشهر الجاري، فإن ثمة أوراقاً لا بد من إكمال حسابات مفرداتها بشكل نهائي أو ما يقاربه، وهو ما قد يعول عليه حالياً ويثير كثيراً من التحليلات مع وبعد مباحثات الرئيس الروسي ورئيس النظام التركي باعتبارهما من الضامنين الثلاثة، حيث من الطبيعي أن يكون ملف الشمال حاضراً بقوة، مع أسبوع على جولة أستنة المقررة.
فرصة أخيرة أو أيام معدودة قبل أستنة، ربما يتم منحها لأردوغان بعد فشله بضمان الإرهابيين، لكثرة الاستفزازات والخروقات باستهدافهم الجيش أولاً، وثانياً قبل إطلاق الجيش لعمليته العسكرية بشكل أوسع وأشمل في المحافظة ومتابعة تطهيرها ممن تبقى من مرتزقة بعد أن استنفدوا وضامنهم العثماني كل الوقت والفرص، وباتت استئصال استعصاءاتهم هو الحل الذي يقترب متسارعة خطاه، فالصبر على أردوغان ودعمه للإرهابيين بتجاهل خروقاتهم وصل حدوده القصوى وفاض كيله.
أستنة تقترب، ومحاولات اللعب التركي من فوق وتحت الطاولات وهنا وهناك مع كل الأطراف لن تنفع أوهام أردوغان الذي يحاول التسابق مع مرتزقته بالاعتداء على سورية بإعلانه أكثر من مرة خبث نياته تجاهها، وورقة إدلب لن ينالها وإن استعرت مناوراته الدبلوماسية والسياسية والإرهابية، فرأس العثماني ممسوكة وخطواته عرجاء تتكسر، حيث أهبة الاستعداد السورية تنذره باقتراب قطع حبله السري هناك وتقطيع خياله التوسعي الذي يستطيل وهماً، مع استمرار إخلاله بالوعود وهو ما أسمعته له روسيا علناً.
قمة تستبق جولة.. يبدو أن أردوغان بحاجة لها لإعادة تذكيره بأنه كرر انتهاكه لما أخرجته جولات أستنة السابقة حول تأكيد السيادة السورية ووحدة أراضيها وضرورة مكافحة الإرهابيين، حيث الخطوط الحمراء لا تسمح دمشق بتجاوزها.
حسم ورقة إدلب نهائياً يكاد يعلن نفسه، وإن حاولت منظمة الأسلحة الكيميائية المناورة بها ودس سمها ضد سورية، وسواء بمحاولات استفزازات جديدة للإرهابيين أو بغيرها، وبحسمها فإن كثيراً من عقد الإرهاب وسلسلته ستتسارع وتيرة انفراطها وصولاً إلى شرق الفرات مضافاً إليها عمليات تحرير ما تبقى من بادية السويداء.. وهو ما يثير الرعب في تلافيف أردوغان، حيث سنوات الحرب فشلت بانتزاع أدنى حد من النيل من سورية.
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 20-11-2018
الرقم: 16840