«ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان» ليس تنظيرا أو تعاليا فوق الظروف القاسية التي جرّتها الحرب على مواطننا الذي تجذر في تراب الوطن وأبى أن يغادر، وليس تقليلا من حجم معاناته وصبره،
ولكنها الحقيقة التي يجب أن نؤمن بها ونسعى إليها في ظل فضاءات العالم الأزرق الذي بات يحتل عقول أبنائنا، لا بل استطاع أن يغزو حتى شرائح من يحملون لواء الفكر والإبداع وربما بات جزءا من خبزنا اليومي.
ومن هنا تنطلق وزارة الثقافة في يومها الثقافي نحو السعي للارتقاء بالإنسان من خلال شعارها الذي أطلقته لهذا العام للاحتفاء بالثقافة «يوم الثقافة.. لارتقاء الإنسان» بعد أن أسست ووضعت لبنة بناء الوعي في العام الماضي من خلال طرحها لشعار «يوم الثقافة.. لوعي الحياة» لأنها أيقنت أنها عندما تبني هذا الوعي للحياة ومعنى أن يدرك الإنسان مهماته ومسؤولياته تجاه مجتمعه ومقدرات بلاده لاشك سيرتقي ويعلو شأن بلادنا لتحتل مكانتها المرموقة على خريطة العالم كما كانت دائما.
فليس ترفا الاستثمار في الفكر وإبراز معالم الحضارة التي تتوغل قدما لآلاف السنين، وكل آبدة فيها تحكي قصة عالم أو مفكر أو أديب لم يغادرها إلا وقد بنى فيها منارة لايزال ضوؤها منهلا ثرا للعالم جميعه.
رسائل هامة تطرحها وزارة الثقافة عبر احتفاليتها السنوية، فهي تسعى إلى جانب نشر الوعي والمعرفة وتحقيق المتعة فيما ستقدمه من برامج على مساحة محافظات القطر كافة، هي تعمل أيضا على تكريس مفهوم الحفاظ على الهوية وتماسك الأفراد وخلق هذا الانسجام بين الشرائح كافة، وبالطبع التأكيد على أصالة التراث وحمايته وإحيائه، والارتقاء بالسلوك الإنساني والحضاري الذي مابرحنا نفاخر به.
فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 20-11-2018
الرقم: 16840