وسط مخاوف من التداعيات السياسية والاقتصادية قـــادة « الأوروبـــي» يصدّقـــون رســـمياً علـــى « بريكســـت»
بعد سنة ونصف من المفاوضات الصعبة والشاقة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي شهدت في اللحظات الأخيرة أيضاً مطالبة إسبانيا بضمانات في ما يتعلق بدورها بشأن مستقبل جبل طارق، صادق قادة دول الاتحاد الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل حيث مقر الاتحاد على اتفاق «بريكست «, وأقروا شروط الانسحاب ووضعوا الخطوط العريضة لمستقبل العلاقات بين الاتحاد والمملكة المتحدة, خلال قمة واجهت العديد من الصعوبات للاتفاق بشأنها, فيما يتضاعف القلق داخل الاتحاد الأوروبي بشأن العواقب السياسية والاقتصادية لخروج بريطانيا في ظل المستجدات التي طرأت على القارة العجوز, و التهديدات والأزمات التي تحلق في سمائها .
حيث شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل أمس انعقاد القمة الأوروبية للتصديق على اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد، لكن ذلك لن يشكل نهاية المعضلة، فالاتفاق لا يزال بحاجة لموافقة البرلمان، الذي يضم معارضين لتفاصيل «بريكست».
ونقلت فرانس برس عن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قوله خلال مؤتمر صحفي عقب التصديق: إن الاتحاد متمسك بالحفاظ على العلاقات مع بريطانيا بعد انسحابها منه.
من جانبه أشار رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى وجود مشاكل اعترت مفاوضات الوصول لاتفاق خروج بريطانيا داعياً النواب البريطانيين إلى التصديق على الاتفاق لأنه يخدم مصالح الجانبين البريطاني والأوروبي معاً .
ووصف رئيس المفوضية الأوروبية بريكست بأنها مأساة قائلاً: إنه يوم حزين .. خروج بريطانيا أو أي دولة أخرى من الاتحاد الأوروبي لا يدعو للابتهاج ولا للاحتفال .. إنها لحظة حزينة.
كما أكد كبير المفاوضين الأوروبيين في ملف بريكست ميشال بارنييه أن الاتحاد الأوروبي سيبقى شريكاً وصديقاً للمملكة المتحدة بعد بريكست, لافتاً إلى أن المفاوضات كانت شديدة الصعوبة والتعقيد.
من ناحيتها رحبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالاتفاق ونجاح المفاوضات، مشيرة إلى وجود قضايا عديدة ما زالت مطروحة للمفاوضات بعد الانسحاب في انتظار مصادقة البرلمان الأوروبي ومجلس العموم البريطاني على هذا الاتفاق .
ويعتبر الاتحاد الأوروبي أن الاتفاق نهائي ولا يتوقع إعادة النظر فيه أو مراجعته إذا رفضه البرلمان البريطاني.
بدوره اعتبر رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بذلت جهوداً كبيرة من أجل اتفاق جيد وبالنسبة للاتحاد الأوروبي إنها نتيجة مقبولة.
وكان الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون اعتبر في وقت سابق أن بريكست يشكل دليلاً على أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إعادة تأسيس .
ووصف ماكرون الاتفاق مع لندن بأنه جيد, وأن العلاقات المستقبلية معها لا تزال تتطلب تحديداً, وقال: من الواضح أن المملكة المتحدة ستواصل الاضطلاع بدور مهم يمكن ان يتطور.
من جهتها أكدت ماي في كلمة لها أمس عقب التصديق على اتفاق الخروج، أن الاتفاق يرسم شكل العلاقة المستقبلية والشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي, مشيرةً إلى أن الاتفاق كان ثمرة تفاوض صعب وشاق, وهو رهن بمجلس العموم الآن ولا وجود لاستفتاء آخر ولا وقت ليضيع في الجدل حول بريكسيت وسأدعم الاتفاق بكل قوة حين يطرح في البرلمان, مؤكدة في الوقت نفسه أن الوضع الدستوري لجبل طارق بعد بريكسيت لن يتغير.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ماي قولها في رسالتها المفتوحة التي نشرت في صحف بريطانية عدة صدرت أمس إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه سيحترم نتيجة استفتاء العام 2016 والذي اختار 52 بالمئة من المشاركين فيه أن يخرجوا من الاتحاد الأوروبي, مضيفةً: أنه سيتيح لحظة من التجدد والمصالحة وسيكون اتفاقاً في مصلحة بلادها الوطني.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 26-11-2018
رقم العدد : 16845