في ذكرى سلخ لواء اسكندرون.. سيبقى أرضاً عربية سورية.. وأطماع أردوغان تبددها انتصارات الجيش

تحل الذكرى التاسعة والسبعون لجريمة سلخ لواء اسكندرون عن الوطن الأم سورية، في وقت يكتب السوريون الفصل الأخير من انتصارهم على الإرهاب المدعوم من الغرب الاستعماري والنظام التركي والرجعية العربية مكرسين زمن الانتصارات الذي سيتكلل

 

باستعادة الأرض السليبة والجولان السوري المحتل، ولاسيما أن حقائق الجغرافيا والتاريخ لن يمحوها كتاب محرف أو معلومة مسيسة أو مصور جغرافي مزور أو سياسة الأمر الواقع التي فرضها الاستعمار الغربي في المنطقة.
الذكرى تعيد إلى الأذهان التاريخ الأسود لتركيا التي تضم اللواء إليها بشكل تعسفي وأخذته كنوع من الرشوة بموجب اتفاق ثلاثي مع الاحتلالين الفرنسي والبريطاني انذاك مقابل وقوفها إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وهو ما تحاول اليوم تكراره من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابية وتقديم خدمات إضافية للغرب والولايات المتحدة تتمثل بالمزيد من الدعم للإرهاب.
سلخ اللواء السليب صورة صارخة عن استعمار ابدع في تفتيت واحتلال الدول وسلب الشعوب حريتها وخيراتها فاتفاقية سايكس بيكو التي جزأت الوطن العربي بحدود مصطنعة بين أقاليمه الطبيعية ومكوناته الجغرافية والبشرية صورة أخرى لمشاركة استعمارية هدفت إلى استنزاف وسرقة خيرات وطننا العربي.
وبالعودة إلى مؤامرة سلخ اللواء قامت قوات الاحتلال التركية بذلك مع فرنسا التي تعهدت وفق اتفاق سري في آذار عام 1938 تم الكشف عنه لاحقا بضمان أغلبية تركية في مجلس اللواء، بعد أن حقق العرب في اسكندرون وقرق خان وأنطاكية تفوقاً على الأتراك في عدد الناخبين المسجلين وذلك كله في ظل تغاضي اللجنة التي أرسلتها عصبة الأمم المتحدة إلى اللواء عن التزوير المفضوح في لجنة الإشراف على الانتخابات فيه وإلغاء قيود الآلاف من الناخبين العرب قبل أن يقوم مجلس اللواء المزور في أيلول عام 1938 بعقد جلسته الأولى وانتخاب رئيس وتشكيل وزارة من الأتراك لتبدأ مرحلة تتريك طالت كل شيء في اللواء بدءا من اسمه الذي أصبح «هاتاي» وليس انتهاء بتهجير العرب والعبث بهويته الديمغرافية وإلغاء التعليم باللغة العربية وإلغاء كل المعاملات الحكومية بها وتبني الليرة التركية كعملة رسمية بما يخالف النظام الذي وضعته عصبة الأمم، دون أن يعرف أولئك أن أسماء الجبال والسهول والمدن في لواء اسكندرون تنطق بتاريخ وهوية الأرض فأنطاكية واسكندرون والريحانية والسويدية أسماء تفوح منها عروبة المدن والأمانوس والأقرع وجبل موسى والنفاخ أسماء لا تخفى هويتها السورية.
اليوم يتكرر العدوان التركي عبر نظام أردوغان الاخواني الذي ارتكب العديد من المجازر بحق السوريين في أرياف حلب والحسكة راح ضحيتها مئات المدنيين وذلك خلال غارات جوية وقصف مدفعي على الأراضي السورية بزعم محاربة تنظيم «داعش» لم يخف علاقة الشراكة بين الجانبين في سرقة النفط والغاز والآثار السورية حيث يقدم نظام أردوغان جميع أنواع الدعم للمجموعات الإرهابية بعد أن حول الحدود المشتركة الى معابر غير شرعية وخطوط امداد لها بالسلاح والمرتزقة.
وفي عام 1936 اندلعت مظاهرات ضد فرنسا دامت أربعين يوماً في جميع المدن السورية للمطالبة بالاستقلال فأذعنت فرنسا وعقدت مع سورية في 9 أيلول من العام ذاته معاهدة تضمن الحرية والاستقلال لسورية بما فيها اللواء ودخولها في عصبة الأمم.
ورفضت تركيا إبقاء اللواء ضمن الدولة السورية وطالبت بتحويله إلى دولة مستقلة شأن دولتي سورية ولبنان وإنشاء اتحاد فيدرالي بينها ورفعت القضية إلى عصبة الأمم فيما خالفت فرنسا صك الانتداب الذي يمنع الدولة المنتدبة من التنازل عن أي جزء من الأراضي المنتدبة عليها.
وفي كانون الأول عام 1936 بحثت عصبة الأمم الطلب التركي الذي زعم أنه يريد فقط حماية حقوق الأتراك الذين يتعرضون للاضطهاد والحفاظ على حريتهم في اللواء فاقترح رئيس مجلس العصبة إرسال ثلاثة مراقبين دوليين وتمت الموافقة على الاقتراح رغم معارضة تركيا له.
ووصلت في الشهر ذاته لجنة المراقبين إلى أنطاكية وطافت في مختلف المناطق والنواحي وتعرفت على السكان واجتمعت مع وجهاء الطوائف وزعماء الهيئات السياسية والدينية واستمعت إلى مطالبهم وفي شهر كانون الثاني من عام 1937 نظم العرب والأرمن في مدن أنطاكية والريحانية واسكندرون وبلدة السويدية مسيرات شعبية حاشدة أمام اللجنة حملوا فيها الأعلام السورية وطالبوا بالمحافظة على ارتباط اللواء بوطنه الأم سورية.
وعادت اللجنة الدولية إلى جنيف بانطباعات أن الأتراك لا يشكلون أكثرية السكان وأن الغالبية العظمى من سكان اللواء بمن فيهم نسبة كبيرة من الأتراك يعارضون ضمه إلى تركيا وأن الأتراك ليسوا مضطهدين من جانب السلطة المحلية.
وأعلنت تركيا وفرنسا أمام مجلس عصبة الأمم قبولهما بالتسوية الجديدة كحل نهائي لوضع لواء اسكندرون، وفي كانون الأول عام 1937 وضع قانون الانتخابات وفق المطالب التركية وبدأت السلطات التركية حملة من الضغوط والتهديد والرشوة والإغراء بالاتفاق مع السلطة الفرنسية التي سمحت لها بإدخال عشرات آلاف الناخبين من تركيا إلى اللواء بعد تزويدهم بهويات مزورة.
واستغلت تركيا اندلاع الحرب العالمية الثانية في الأول من أيلول عام 1939 والوضع القائم في أوروبا وحاجة الحلفاء لضمها إليهم أو إبقائها على الحياد وخاصة أنها بعد معاهدة مونترو التي عقدت في 20 تموز 1939 أصبحت تسيطر على المضائق في زمن الحرب فأعلنت ضم اللواء نهائيا إليها.

 

دمشق – الثورة
التاريخ: الخميس 29-11-2018
رقم العدد : 16848

آخر الأخبار
سجال داخلي وضغوط دولية.. سلاح "حزب الله" يضع لبنان على فوهة بركان لجنة لتسليم المطلوبين والموقوفين في مدينة الدريكيش مصادرة حشيش وكبتاغون في صيدا بريف درعا The NewArab: الأمم المتحدة: العقوبات على سوريا تحد يجب مواجهته إخماد حريق حراجي في مصياف بمشاركة 81 متسابقاً.. انطلاق تصفيات الأولمبياد العلمي في اللاذقية "لمسة شفا".. مشروع لدعم الخدمات الصحية في منطقة طفس الصحية وزير المالية: نتطلع لعودة سوريا إلى النظام المالي الدولي وقف استيراد البندورة والخيار رفع أسعارها بأسواق درعا للضعفين 34 مركزاً بحملة تعزيز اللقاح الروتيني بدير الزور البنى التحتية والخدمية متهالكة.. الأولوية في طفس لمياه الشرب والصرف الصحي    تستهدف 8344 طفلاً ٠٠ استعدادات لانطلاق حملة اللقاح الوطنية بالسقيلبية  بعد سنوات من الانقطاع.. مياه الشرب  تعود إلى كفرزيتا  جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا