الثورة – فؤاد الوادي:
تتواصل الجهود الأممية واللبنانية من أجل دعم وتسهيل عودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى وطنهم، حيث تكثفت الجهود المشتركة خلال الأيام الماضية للإسراع في تحقيق هذا الأمر.
وفي هذا السياق، فقد أكد الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون، أن لبنان متمسك بضرورة عودة النازحين السوريين الموجودين على أراضيه الى بلادهم بعد زوال الأسباب التي أدت الى نزوحهم.
ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، عن الرئيس اللبناني قوله خلال استقباله المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي:إنه يجب على المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تكثيف جهودها للمساعدة على تحقيق هذه العودة، والاستمرار في تقديم المساعدات لهم داخل الاراضي السورية.
وشدد الرئيس عون على “ضرورة توفير التمويل اللازم للمفوضية لتمكينها من القيام بالمهمات المطلوبة منها”، منوهاً بمواقف “الدول التي واصلت التمويل”.
بدوره ، أشار المبعوث الأممي إلى ضرورة تفعيل دور المجتمع الدولي لتمويل مشاريع إعادة الإعمار في سوريا وخصوصاً الكهرباء والخدمات الأساسية لأنها تمثل حجر الأساس لعودة آمنة وكريمة للنازحين.
كما أشار الى أن المفوضية باتت تقدم مساعدات مالية مباشرة للعائلات السورية العائدة الى سوريا، لافتاً الى أهمية توفير المال اللازم لتأمين استمرارية هذه الخطوة.
وتُقدّر السلطات اللبنانية عدد السوريين على أراضيها بنحو 1.5 مليون، بينهم أكثر من 755 ألفاً مسجلون لدى الأمم المتحدة.
وأعدّت الحكومة اللبنانية خطة لإعادة اللاجئين السوريين تدريجياً إلى بلادهم، حيث يتوقع بموجبها مغادرة 200 ألف إلى 300 ألف لاجئ قبل بداية أيلول.
وتنص الخطة على منح كل لاجئ يرغب في مغادرة لبنان 100 دولار، مع إعفائه من أي غرامات مترتبة في حال كون إقامته منتهية الصلاحية، ويُشترط على اللاجئ توقيع تعهد بعدم العودة إلى لبنان بصفته لاجئاً.
وكان المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي قد أكد في منشور سابق له على منصة إكس عودة أكثر من مليوني لاجئ ونازح سوري إلى ديارهم منذ كانون الأول الماضي، ما يمثل بادرة أمل وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
وتوقعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قبل يومين عودة 1.5 مليون لاجئ سوري من دول الجوار مجتمعة إلى بلادهم، بينهم قرابة 200 ألف لاجئ من الأردن بحلول نهاية العام الجاري 2025، داعية إلى استثمارات عاجلة داخل سوريا ودعم الدول المستضيفة للاجئين لتكون العودة آمنة ومستدامة.
وأول أمس، قالت جويس مسويا مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في إحاطتها أمام مجلس الأمن عن الوضع الإنساني في سوريا، إنّ انخفاض النزاع والانخراط المتزايد مع الشركاء الدوليين يفتحان آفاقاً جديدة للاستثمار في مستقبل سوريا، لكن “يجب ألا ننسى أن ثلاثة أرباع السكان مازالوا بحاجة إلى الإغاثة الإنسانية في الوقت الحالي.
وأضافت أن أكثر من سبعة ملايين شخص مازالوا نازحين، بينما عاد 1.1 مليون نازح داخلي وأكثر من نصف مليون لاجئ خلال الأشهر الستة الماضية إلى مناطقهم، لكن الكثير منهم سيظلون يعتمدون على المساعدات الإنسانية.