الثورة _ عبد الغني العريان:
ضمن جهود تعزيز البيئة الاستثمارية وتطوير القطاع السياحي في محافظة حلب، عقد لقاء موسع في المدينة بحضور عدد من المسؤولين والخبراء والمختصين المحليين والدوليين، لمناقشة مجموعة من الملفات المتعلقة بالتخطيط الاستثماري السياحي وآليات تفعيله.
ترأس اللقاء المهندس حازم لطفي، مستشار محافظ حلب لشؤون الاستثمار، وشارك فيه المحامي أسامة عاصي، مستشار وزير السياحة، إضافة إلى عدد من ممثلي محافظة حلب ومجلس المدينة، وخبراء في التخطيط والاستثمار.
ركز الاجتماع على دراسة مسودة قانون الاستثمار، واستعراض البرامج التخطيطية الخاصة بالمشاريع السياحية المرتقبة.
كما ناقش الحاضرون دفاتر الشروط المتعلقة بهذه المشاريع، مع التأكيد على أهمية التقيّد بالمعايير الدولية وأفضل الممارسات التعاقدية، بما يعزز من فرص نجاح هذه الاستثمارات واستدامتها.
وشدد المشاركون على أهمية تهيئة بيئة جاذبة للمستثمرين، من خلال توفير بنية تحتية مناسبة، وتسهيل الإجراءات الإدارية، ودعم التعاون بين القطاعين العام والخاص بما يخدم التنمية الاقتصادية في المدينة. كما تم التطرق إلى ضرورة تحسين جودة الخدمات السياحية، والترويج لمواقع المدينة ذات الطابع التاريخي والثقافي.
وقال المهندس حازم لطفي إن اللقاء يأتي في إطار سلسلة تحركات حكومية ومحلية تهدف إلى استقطاب مشاريع استثمارية نوعية، خصوصاً في القطاع السياحي الذي يمثل رافعة أساسية للتعافي الاقتصادي في حلب.
بدوره، أكد المحامي أسامة عاصي أن وزارة السياحة تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية في المحافظة على تحديث دفاتر الشروط الاستثمارية، لتكون أكثر مرونة وواقعية، وتلبي احتياجات السوق وتحديات المرحلة.
وتخلل اللقاء عرض عدد من الفرص الاستثمارية المتاحة في محيط المدينة القديمة ومناطق سياحية أخرى، شملت مشاريع فندقية وترفيهية وخدمية، من شأنها دعم جاذبية حلب كوجهة للسياحة الثقافية والدينية.
ويأتي هذا الاجتماع استكمالاً لسلسلة من الفعاليات التي تشهدها حلب لتعزيز قطاع السياحة، حيث كان قد نُظمت مؤخراً في المدينة ورشة عمل متخصصة تحت عنوان “واقع الاستثمار السياحي والتحديات الراهنة”، بمشاركة وزير السياحة المهندس مازن صالحاني ومحافظ حلب المهندس عزام الغريب، إلى جانب مستثمرين وممثلين عن القطاع السياحي والخدمي.
وهدفت الورشة إلى تحليل أبرز التحديات التي تواجه القطاع السياحي، ومن بينها خروج عدد كبير من المنشآت عن الخدمة ونقص الكوادر المتخصصة وارتفاع التكاليف التشغيلية.
كما تم عرض دراسة شاملة أعدها مكتب الاستثمار حول المقومات السياحية لمحافظة حلب، شملت المواقع الأثرية والمعالم التراثية والمهن التقليدية.
وتُعد هذه اللقاءات خطوة عملية باتجاه خلق بيئة داعمة للاستثمار في حلب، ومن المتوقع أن تستمر هذه الجلسات لتشمل قطاعات أخرى كالطاقة والتعليم والتكنولوجيا، في إطار رؤية متكاملة لتحقيق التعافي الاقتصادي والنهوض بمقومات المدينة.