الثورة – ناصر منذر:
مع استمرار الحرب الإسرائيلية الإيرانية لليوم السابع على التوالي، ترتفع وتيرة الخسائر البشرية والمادية بين الجانبين، إثر تبادل القصف الجوي والصاروخي العنيف، وسط احتمال انضمام الولايات المتحدة للحرب، فيما يعقد يوم غدٍ في جنيف لقاء إيراني مع الترويكا والاتحاد الأوروبي، لبحث المستجدات السياسية والملفات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في خطوة قد تقود إلى تفاهم حول إيقاف الحرب، أو تصعيدها، بحال فشل المباحثات بين الجانبين.
وفي اليوم السابع، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف مفاعل خنداب النووي في مدينة أراك الإيرانية ليلة يوم الأربعاء، بما في ذلك منشأة أبحاث تعمل بالماء الثقيل لاتزال قيد الإنشاء.
مشيراً إلى أنه قصف أيضاً موقع في منطقة نطنز، قيل إنه يحتوي على مكونات ومعدات متخصصة تستخدم لتطوير أسلحة نووية، وفق ما ذكرته”رويترز”.
وقال وزير الحرب يسرائيل كاتس إن الجيش تلقى تعليمات بتكثيف الضربات على أهداف استراتيجية في طهران للقضاء على التهديد الموجه لإسرائيل وزعزعة استقرار النظام الإيراني.
من جانبه قال متحدث عسكري إسرائيلي اليوم إن الجيش قصف مواقع نووية في بوشهر وأصفهان ونطنز ويواصل استهداف منشآت أخرى.
ومحطة بوشهر هي محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة لتوليد الكهرباء في إيران وتقع على ساحل الخليج.
بدوره، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، النظام الإيراني بدفع ثمن باهض، وقال وجهنا ضربات قاسية لإيران وأخرجنا منشأة نطنز عن الخدمة. ونتعامل مع الصواريخ الباليستية الإيرانية ونتصيدها، معتبراً أن قدرة إيران على إنتاج الصواريخ تهديد وجودي لإسرائيل.
ورداً على الهجمات الإسرائيلية، أطلقت طهران دفعة صاروخية جديدة استهدفت تل أبيب وبئر السبع بشكل مباشر، وتسببت بانفجارات ضخمة وانهيارات وأضرار في عدة مبانٍ.
وأفادت وكالة مهر للأنباء بأنه تم إطلاق الموجة الثالثة عشرة من عملية “الوعد الصادق 3″ بإطلاق صواريخ باليستية ثقيلة بعيدة المدى، نفذتها القوة الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الإسلامية ضد أهداف في الأراضي المحتلة.
وبحسب الوكالة، أعلنت هيئة الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظراً رسمياً على جميع وسائل الإعلام العبرية من تغطية الهجمات الصاروخية الإيرانية.
كما اتخذت السلطات الإسرائيلية تدابير صارمة لمنع نشر صور وفيديوهات هذه الهجمات عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأكد الحرس الثوري الإيراني، أن الهجمات الصاروخية ستكون محورية التأثير ومتواصلة، مثلما تم يوم امس استهداف مقرات الموساد و”آمان” وقواعد الطائرات المقاتلة للجيش الصهيوني في انحاء الارض المحتلة.
من جهة ثانية، نقلت وكالة مهر، عن بهنام سعيدي عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني قوله اليوم، إن إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره 20 بالمئة من استهلاك النفط العالمي اليومي، أحد الخيارات التي ربما تتخذها طهران للرد على أعداء البلاد.
وفي حين أبقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم في حيرة بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في غارات جوية تسعى لتدمير منشآت طهران النووية، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن لقاء سيُعقد مع الترويكا والاتحاد الأوروبي الجمعة في جنيف.
وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن عراقجي أعلن، أن لقاءً سيُعقد يوم الجمعة 20 يونيو 2025 بين الوفد الإيراني ووزراء خارجية دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) بالإضافة إلى كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وذلك في مدينة جنيف السويسرية.
وفي تصريح صحفي، أكد عراقجي صحة ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن التحضير لاجتماع مشترك بين الطرفين، موضحاً أن اللقاء جاء بطلب من الدول الأوروبية الثلاث، وسيُخصص لبحث المستجدات السياسية والملفات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وكانت إسرائيل قد شنّت فجر الجمعة الماضي هجوماً واسع النطاق استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية إيرانية، إضافة إلى اغتيال شخصيات عسكرية وعلماء نوويين، ما أسفر عن مقتل 224 شخصاً وإصابة 1277 آخرين، وفقاً لما أعلنه التلفزيون الإيراني الرسمي.
وجاء الرد الإيراني مساء اليوم نفسه، عبر إطلاق عشرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى مقتل 24 شخصاً على الأقل وإصابة المئات، بحسب وزارة الصحة الإسرائيلية ووسائل إعلام عبرية، إلى جانب خسائر مادية واسعة في عدد من المدن.