زيارة وزير الصحة إلى تركيا.. خطوة استراتيجية لإعادة تأهيل القطاع الطبي

الثورة – خاص:

أجرى وزير الصحة  الدكتور مصعب  العلي، زيارة رسمية إلى تركيا، بدأت في 18 حزيران الجاري، ضمن مساعٍ حكومية تهدف إلى إعادة بناء وتطوير القطاع الصحي  بالتعاون مع دول الجوار، وعلى رأسها تركيا التي تتمتع بخبرات متقدمة في مجالات الرعاية الصحية والتكنولوجيا الطبية.
ورافق الوزير وفد رسمي رفيع المستوى ضم معاون وزير الصحة الدكتور حسين الخطيب، ومديرة الرعاية الصحية الأولية الدكتورة رزان طرابيشي، ومدير الرقابة الدوائية الدكتور إبراهيم الحساني، وعدداً من المديرين والمسؤولين في وزارة الصحة.

اتفاقية تشغيل مستشفى الأورام في حلب

توّجت الزيارة بتوقيع اتفاقية تعاون صحي بين وزارة الصحة السورية ووزارة الصحة التركية في 19 حزيران، تنص على تشغيل مستشفى الأورام في مدينة حلب، بسعة إجمالية تبلغ 150 سريراً، من ضمنها 25 سريراً للعناية المشددة.

وتتضمن الاتفاقية استكمال تجهيز المستشفى خلال مدة أقصاها 180 يوماً، وتوفير الكوادر والمستلزمات الطبية، في خطوة تمثّل إحدى أهم الإنجازات في مجال إعادة تفعيل المؤسسات الصحية المتضررة جراء الحرب.

زيارات ميدانية لمؤسسات طبية تركية

شملت جولة وزير الصحة عدداً من المستشفيات والمراكز الطبية المتطورة في كل من إسطنبول وأنقرة، بهدف الاطلاع على التجارب الناجحة في الإدارة الطبية وتقديم الخدمات، وبحث إمكانية نقل هذه التجارب إلى سوريا. ومن أبرز المحطات “مستشفى جام وساكورا في باشاك شهير، إسطنبول: اطلع الوزير على وحدات الطوارئ والعناية المشددة، وتجهيزات المستشفى الحديثة، وأشاد بالمستوى التنظيمي والكفاءة التشغيلية.

وزار الوزير مركز طب الأسرة في منطقة كاتهانة، إسطنبول: تم استعراض نماذج الرعاية الصحية الأولية والخدمات المجتمعية المقدّمة للسكان، بما في ذلك الجاليات السورية والعربية، ومركز الإسعاف والطوارئ 112: ناقش الوزير مع القائمين آليات الاستجابة السريعة للطوارئ، وبحث فرص التعاون في تطوير منظومة الطوارئ السورية.

لقاء الجالية الطبية السورية في إسطنبول

عقد الوزير لقاءً مع أعضاء من الجالية الطبية السورية المقيمة في إسطنبول، وناقش معهم واقع العمل الطبي في سوريا، واستمع إلى مقترحاتهم العملية لتعزيز جودة الرعاية الصحية داخل البلاد. كما تم استعراض سبل التعاون في مجالات التدريب الطبي، والبحث العلمي، وتبادل الخبرات.

زيارات بحثية في أنقرة

في العاصمة أنقرة، زار الدكتور العلي مركز “عزيز سنجار” للأبحاث الطبية (TUSEB)، المتخصص في تطوير اللقاحات والأدوية والتكنولوجيا الحيوية، كما زار مركز تدريب الباحثين “BIYASAM”، حيث جرى بحث إمكانية التعاون العلمي والبحثي المشترك. كما شملت الجولة زيارة مستشفى مدينة بيلكنت وعدد من المراكز الطبية التخصصية.

أهمية الزيارة للسياق السوري

تأتي زيارة وزير الصحة  إلى تركيا في توقيت حرج، حيث يعاني القطاع الصحي في البلاد من تدهور حاد نتيجة سنوات من الحرب، وما خلفه نظام الأسد البائد من دمار في البنية التحتية للمشافي ونقص في الكوادر والمعدات.
وقد تمثل هذه الزيارة خطوة نوعية على طريق التعافي الصحي، من خلال “إعادة تأهيل المرافق الصحية المدمرة”، مثل مستشفى الأورام في حلب، والاستفادة من التجربة التركية في النظم الصحية، خاصة الرعاية الأولية والإسعاف، وتعزيز العلاقات الصحية الإقليمية، وفتح آفاق تعاون مستدام، ودمج الكفاءات السورية في الخارج، والاستفادة منها في خطط إعادة الإعمار.

تعاون مستقبلي وتأكيد على البعد الإنساني

أكد الدكتور مصعب  العلي أن الزيارة تمثل ترجمة فعلية لرؤية الحكومة السورية الجديدة القائمة على الانفتاح، والتعاون مع المحيط الإقليمي والدولي في المجالات الحيوية، وعلى رأسها القطاع الصحي، الذي يُعدّ من ركائز الاستقرار المجتمعي.

من جانبه، عبّر وزير الصحة التركي كمال ميميش أوغلو عن استعداد بلاده لتقديم الدعم في مجالات التدريب والتجهيز والتأهيل، بما يعزز من قدرات المؤسسات الصحية السورية على مواجهة التحديات الراهنة.
يعاني القطاع الصحي في سوريا من نقص حاد في التجهيزات الطبية والأدوية والكوادر المؤهلة نتيجة الدمار الذي خلفته الحرب، والانهيار المؤسسي في عهد النظام البائد، إضافة إلى العقوبات الدولية التي فرضت على النظام السابق بسبب جرائمه، لذلك، فإن التعاون مع دول تمتلك بنى تحتية صحية متطورة كتركيا، يمثل رافعة أساسية لتدارك هذا الانهيار.
تأتي هذه الزيارات أيضاً في إطار إعادة بناء العلاقات السورية الإقليمية على أسس إنسانية وتنموية، بعيداً عن الاصطفافات العسكرية والسياسية التي ربطت سوريا بمحاور الصراع، إذ تؤكد الحكومة السورية الجديدة أن التعاون الصحي هو أداة للسلام وإعادة اللحمة الاجتماعية داخل سوريا ومع محيطها. ووفق مراقبون، توفر هذه الزيارات فرصة لبناء شراكات مع وزارات الصحة والمؤسسات الأكاديمية والطبية في دول الجوار، بما في ذلك التعاون في مجالات التدريب، ونقل التكنولوجيا، وتطوير اللقاحات، وتبادل الأبحاث العلمية، فضلاً عن تشغيل المشافي السورية التي تحتاج إلى دعم خارجي مباشر.

آخر الأخبار
"الشيباني" يستضيف "غراندي" في دمشق.. اتفاق على تعزيز آليات العودة الطوعية للسوريين "المركزي" يذكر بالتعميم 1831.. ويدعو المتعاملين للشكوى في حال عدم التزام المصارف "هالو ترست": سوريا أخطر دولة في العالم بسبب الذخائر غير المنفجرة تقرير أممي: " قسد " وداعش جنّدا مئات الأطفال السوريين في صفوفهما زيارة وزير الصحة إلى تركيا.. خطوة استراتيجية لإعادة تأهيل القطاع الطبي السماعيل لـ"الثورة":نظام استثمار المدن الصناعية الجديد يعكس التزام الحكومة بتحفيز بيئة الأعمال الشَّبكة السورية" تقدم رؤية لخطة وطنية مدعومة دولياً لعودة اللاجئين السوريين عون يدعو لتكثيف الجهود الأممية لمساعدة السوريين على العودة لوطنهم الكرملين: الحوار مع دمشق ضروري لضمان مصالح روسيا الصراع المفتوح مع إيران.. التحديات والفرص أمام سوريا الجديدة جفاف غير مسبوق يهدد الأمن الغذائي في سوريا وتحذيرات أممية من كارثة وشيكة قربي لـ"الثورة": تحديد موعد نهائي لصرف الرواتب ينظم الدورة المالية جلسات تشخيصية بحلب لتعزيز الاستثمار وتطوير القطاع السياحي فوضى أنيقة".. يجمع بين فوضى الحروف وتناغمها مباحثات تعاون وتطوير بين التعليم العالي وأذربيجان  محمية الفرنلق...حاضنة طبيعية للتنمية المستدامة وزارة الإعلام تتابع انتهاكاً بحق صحفي وتؤكد التزامها بحماية الحريات بحوث تطبيقية لمجابهة التغير المناخي وتعزيز الأمن الغذائي بين "الزراعة" و" أكساد"   مرسوم بتعيين طارق حسام الدين رئيساً لجامعة حمص القنيطرة.. خدمات صحة نفسية للطلاب وذويهم