من نبض الحدث.. خلافات داعمي الإرهاب تتفاقم .. وتراشق الاتهامات علامة فارقة

 

 

يبدو أن أميركا هذه الأيام تعيد ترتيب أوراقها ومواقعها، بهدف الاستفادة من الوقت الضائع، ومحاولة زرع مخاوف جديدة لدى الأطراف الساعية لحل الأزمة، وإنهاء الحرب الإرهابية في سورية، وذلك بعد أن أخفقت باغتنام جميع الفرص التي حشدت فيها جميع طاقاتها وإمكاناتها، لأن شركاء الحل يدركون أين وكيف يتحركون، ويعرفون الوقت المناسب لاستئنافه وتفعيله، أو الوقوف عند عراقيله ومعوقاته، بينما خلافات الأعداء تتفاقم فيما بينهم، وبات تبادل الاتهامات عن دعم الإرهاب علامة فارقة لعلاقاتهم المهتزة.
نار تحت الرماد تحكم المواقف بين تركيا وأميركا، وحرب التصفيات بين فصائلهما تستعر، ما يؤكد أن تشابكات وتعقيدات تحكمها روح الانتقام من جهة، والسيطرة على ساحة الصراع من جهة ثانية، ستكون عناوين المرحلة المقبلة بين الجانبين، في وقت يتجاهل فيه النظام التركي حجمه ووزنه وحدوده، وهذا بالنتيجة سوف يصب بلا شك في مصلحة سورية وحلفائها الذين أوشكوا على طي صفحة الإرهاب.
فضلاً عن تذبذب العلاقات بين واشنطن وأنقرة، هناك مشكلات داخلية يعاني منها شركاء العدوان على سورية كل على حدة، فأزمة الإغلاق الحكومي الأميركي والجدار الحدودي مع المكسيك، تضرب أطنابها نتيجة الخلافات الحادة بين حاكم البيت الأبيض ومجلس النواب على طريقة وتكلفة التمويل، ورغبة ترامب بتصدير تلك الأزمة إلى الخارج، بينما تعاني فرنسا حركة شعبية واحتجاجية واسعة تتصاعد يوماً بعد آخر، وصلت مفاعيلها حد المطالبة بإسقاط النظام وخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، على حين لا تزال بريطانيا غارقة في الموضوع ذاته بين رفض المعارضة لـ «بريكست» والاستفتاء عليه، والأحزاب تحاصر رئيسة وزرائها، فيما يستقتل رئيس النظام التركي للحفاظ على وجوده في سدة الحكم وتعديل ميزان شعبيته من خلال التهديد بعملية عسكرية على الحدود تستهدف الشمال السوري مهما كلفه ذلك، ومن دون التنسيق مع أحد أو الرجوع إليه.
المتغيرات التي تفرض ذاتها، وفوضى المصالح، والتحالفات القديمة والمستجدة، سوف تنعكس إيجاباً على الموقف السوري، وتؤكد هزيمة المشروع الغربي في المنطقة برمته، ولن يمضي الوقت طويلاً حتى ينسحب أولئك بهدوء من دون الإعلان عن إفلاسهم، حفاظاً على ما تبقى من ماء الوجه، وهو ما يفضي إلى شراكات جديدة على حساب تلك المتغيرات والتناقضات التي تساهم أميركا في خلقها بغير قصد.

كتب حسين صقر
التاريخ: الجمعة 11-1-2019
الرقم: 16882

 

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم