تتمرد عليك, كحصان بري مهما روضته يرفض امتطاءه..!
تعاندها, تحاول اقناعها, تتلاعب بأفكارك, تحاول ابتكار حيل جديدة, الاتكاء على تاريخ مضن من الخيبات المستمرة, تتفلت منك دون اي رغبة بالاستسلام.
مع اولى الصباحات الباكرة, حيث البرد ينخر جسدك بإصرار لاتتمكن كل تلك اللهب المحيطة بك من تدفئته, تتالى انتكاسات صغيرة, سرعان ماتتكتل حولك لتزيحك وتحتل الصدارة.
تكتمها طويلا.. تحاول الهروب منها.. تواجهها وغالبا تنجح في فكفكتها, وابرام صفقة رابحة معها..!
ماأن تخرج منتصرا, حتى تدرك أن خلاصك الفردي, لايمنحك حتى بهجة مؤقتة, مان تقترب واثقا, مبتهجا حتى تشعر بانكسارات من حولك تجد ان آلافا قد سبقوك, وحجزوا أمكنتهم في طابور طويل..!
جرعات المسكن, والتهدئة, تجعل ذواتنا التي اعتدنا ترويضها تزمجر, صحيح انها حتى الان هادئة, قد تهدئها حيلنا الاقناعية من انجاز حياتي واقعي, او لفتة انسانية.. او فكرة مبهرة تأتيك على غفلة منك.. تسرقك من كل ماحولك..
ولكن كل تلك الحيل.. لاتتمكن من تهدئة تمردها اللانهائي وهي تقترب من واقع كان من الممكن الا نكتوي بنيرانه اليومية بهذا الالم المضن, أن نرتقي فوقه بهدوء, لو اننا لم ندفع ثمنا باهظنا, اعتقدنا أنه سيكون كافيا لنعيد لمعانه, فاذ بك كلما اقتربت أكثر.. كلما تحايلت.. كلما اعتقدت ان الآتي أفضل.. تزاحمك.. أشلاء حلمك, ككابوس مقيم, يعلن نفيره العام..
أي انفتاح على الآخر.. ترى ان معاناته هي التي تهمس اليه, حتى لو كنت صامتا, أي الوان جانبية, اي رتوش.. حتى لو استعنا بأشهر الرسامين, لطرش تلك المساحات الواقعية السوداء.. لن نتمكن من اسكات أصوات بدأت تتعالى معلنة ان الحصار انتهى, وأن أوان ان تفعل شيئا حقيقيا له معنى.. ينتشل كل تلك الارواح من أنينها العلني, او الصامت, الخانق.. سيبقى كل مانفعله مفرغا من معناه.. تضيع قيمه في زحمة تلقي ترفض ذواتنا المتمردة علينا الانصياع له..!
soadzz@yahoo.com
سعادزاهر
التاريخ: الاثنين 14-1-2019
الرقم: 16884