الملحق الثقافي: عقبة زيدان :
ما يشجع الآن، هو وجود عدد من دور النشر التي تضع خططاً، ويمكن تمييز بعضها – على سبيل المثال لا الحصر – عن باقي الدور التي تصدر من دون خطة كما يبدو. ومثالي الأول هو دار «نينوى» التي تصدر عدداً من الكتب الهامة، من الكلاسيكيات العربية والغربية والشرقية، وصولاً إلى الأدب العالمي الحديث والآني. وتقدم الدار وجبة دسمة من المعرفة. والدار الثانية هي دار «فواصل»، التي بدأت مشروعها للتو، ونشرت عدداً قليلاً من الكتب. إلا أن هذه العناوين، تشي بأن هذه الدار تحمل مشروعاً تنويرياً، بدت ملامحه تظهر مع عدة عناوين: ماركس، هيرمان هسه، هنري جيمس..إلخ.
تتميز بعض دور النشر السورية بتنوع إصداراتها، ومواكبتها للجديد الذي يصدر في العالم، وخصوصاً في مجال الفكر والرواية. وكذلك فقد أصبحت صناعة الكتاب متطورة للغاية، ويهتم الناشر بالإخراج الداخلي، وبالغلاف، وبنوعية الورق وجودة الطباعة.
ورغم تعثر الوضع العربي، إلا أن في هذه الفترة، شهدت تقدماً ملموساً في النشر السوري، والدليل على ذلك وفرة الإصدارات، وافتتاح دور نشر جديدة، يبدو أن معظمها – أي الجديدة – لم تمتلك بعد الصيغة المناسبة للنشر ولا الخطة المتينة، ولكنها على أي حال شرعت في رسم الحروف الأولى، ولا يمكن معرفة ما يمكن أن يصبح عليه حالها.
زيادة عدد الكتب المطبوعة، وكذلك تزايد عدد دور النشر، حالة صحية، ورافد مهم لصناعة النشر في بلدنا، وهي بحاجة إلى دعم على المستويات كافة.
التاريخ: الاثنين 21-1-2019
رقم العدد : 16885