بعد وصول كل المحاولات السابقة ولا سيما فيما يتعلق بملف ادلب والاتفاق الموقع في سوتشي حول تأمين منطقة اتفاق خفض التصعيد الى حائط مسدود وذلك بسبب سياسات رئيس النظام التركي اردوغان الخبيثة ومحاولاته اللعب على الوقت الاضافي لدعم الارهاب، تعيد موسكو ترتيب المشاهد ورسم الخطط التي ترسل من خلالها رسائل صارمة نحو مسمع النظام التركي الانتهازي وترجع من خلالها الى ذاكرته اقتراب انطلاقة عملية الجيش العربي السوري العسكرية والتي سوف تفضي الى تحقيق كافة النتائج ورميه خارج الحسابات.
فالجيش العربي السوري يواصل تنفيذ مهامه العسكرية ويعمل على إرسال التعزيزات العسكرية التي تنبئ باقتراب انطلاق صافرة البداية لتحرير ادلب، ما يؤكد أن ملامح التعبير القوي للدولة السورية باستعادة كل تراب الوطن تستمر دون توقف سواء بقي الشيطان الاميركي ام رحل وسواء أراد المحتال التركي ام رفض.
والتغيير العميق هنا في ميزان القوى على الساحة السورية احدثته سلسلة الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الارهاب وداعميه، لا كما يحاول الرئيس الاميركي دونالد ترامب ومن لف لفيفه بأنها ناتجة عن قرار الانسحاب الذي لا يزال الى الوقت الراهن يتمحور حول ازدواجية منقطعة النظير.. فهو لا يزال يندرج تحت إطار التكهنات حول جدية القرار من عدمه ولا سيما بعد سلسلة التصريحات والتصرفات المتضاربة والمتعاكسة بشأن ذلك الانسحاب الخديعة.
وفي تفاصيل المراوغة الاميركية واللعب على اوتار التسويق الدعائي الاعلامي أصر ترامب مرة أخرى على قراره بسحب القوات الأميركية المحتلة من سورية، وهذه المرة ايضاً تحت البند ذاته والذي يربط به ترامب كل ما يتعلق بقراراته على الصعيدين الداخلي والخارجي، وهو ما باتت اميركا معروفة به في قياس كل القرارات عبر ميزان «الربح والخسارة».
مراقبون أعادوا ذلك الى رسائل اراد ايصالها الرئيس الاميركي الى مشيخات النفط الخليجي لابتزازهم ودفعهم الى تحويل الاموال الى الجيوب الاميركية عنوة، في حين يرى مراقبون بأن آل سعود ودول الخليج هي من تتحمل تلك الاموال التي تنفق في الحرب على سورية.
وكان ترامب قد أشار، في تغريدة على صفحته الرسمية عبر تويتر، إلى أن الولايات المتحدة تنفق سنوياً 50 مليار دولار في أفغانستان، دون الإشارة إلى الإنفاق الأميركي في سورية .
وهي ليست المرة الاولى التي يقوم بها ترامب باستفزاز مشيخات الخليج لاستهلاكهم ودفعهم الى دفع الاتاوات له مقابل حمايتهم او تحت مسميات آخرى.
يأتي ذلك مع عودة موسكو إلى الخطاب حاد اللهجة تجاه الوجود الأميركي العسكري في سورية، ولا سيما في منطقة التنف، وذهبت وزارة الخارجية الروسية إلى استعادة ما قاله الوزير سيرغي لافروف قبلاً، عن أن الولايات المتحدة الأميركية «تستخدم الإرهابيين» في سورية لتحقيق مكاسب جيوسياسية.
الى ذلك تواصل أميركا أعمالها الوحشية بحق المدنيين حيث استشهدت امرأة فضلاً عن إحداث أضرار كبيرة في منازل المدنيين جراء قصف طيران «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، لبلدة الباغوز الواقعة في ريف دير الزور.
الى الطرف التركي حيث لا تزال تعمل انقرة على خلط الاوراق بين ادلب وشرق الفرات والسعي نحو ايجاد الحلول للمزيد من المرواغة واللعب على الوقت، حيث ان الواقع على الارض يفضح كل التصريحات المزيفة للمسؤولين الاتراك ويظهر كذبهم ومراوغاتهم.
فها هي «جبهة النصرة» الارهابية تحشد وتتمدد في محافظة ادلب أمام انظار التركي ودون ان يحرك اي ساكن، ما يظهر الكذب في التعامل التركي مع اي اتفاق، الامر الذي اشعل غضب روسيا.
وفي إطار المساعي التركية للتخلص من مأزق إدلب تسعى انقرة بحسب محللين إلى خطط إما تظهرها بمظهر المعادي لـ»النصرة» أو تظهرها بصورة الطرف الحيادي الذي لم يعد له أي علاقة بـ»جبهة النصرة» وبالتالي تتخلص من مأزق اتفاق سوتشي مع روسيا.
في حين كشفت مصادر تركية أن وفداً عسكرياً وامنياً تركياً قد قام بزيارة موسكو لمناقشة الوضع حول ادلب، وقد رجح خبراء روس إطلاق عملية عسكرية محدودة في إدلب ومنسقة بين الجانبين الروسي والتركي تهدف الى مواجهة تمدد جبهة النصرة الارهابية في ادلب.
على الصعيد الميداني نفذت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في حماة وفي إطار ردها على الخروقات المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد ضربات مركزة على تحركات المجموعات الإرهابية ومحاور تسللها باتجاه النقاط العسكرية والقرى الآمنة في ريفي حماة وإدلب.
ولم تنعم خطوط التماس هناك بالهدوء خلال الشهر الماضي، إذ شهدت خروقات متكررة على هيئة اشتباكات متقطعة أو قصف بقذائف صاروخية.
كما تمكنت قوات الجيش العربي السوري من القضاء على مجموعة من تنظيم «داعش» الإرهابي بعملية نوعية جنوب شرقي السخنة، بريف تدمر وسط البلاد.
وذكر شهود عيان بأن عبوة ناسفة قد استهدفت صباح أمس حافلة صغيرة تقل مدرسين في مدينة منبج ، ما تسبب بمقتل سائقها، ويعد التفجير الرابع من نوعه منذ استهداف دورية أميركية قبل نحو ثلاثة أسابيع.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الأحد 3-2-2019
رقم العدد : 16899

التالي