من حين إلى آخر تطالعنا أقلام من هنا وهناك بفكرة أن الشعر لايترجم لأسباب مختلفة، ولكن المترجمين لم يتوقفوا عن ترجمة الشعر، وكان لترجماتهم تأثيرات في شعر أممهم في المعنى والمبنى، ووجدت تلك الترجمات طريقها إلى القراء ونالت إعجابهم، كما لو أن روح الشعر تنتقل من لغة إلى أخرى ربما لأن روح الشعر متأصلة في نفوس الناس، وهي تكمل النقص الذي يعتور الشكل بين اللغات، وهي تخلق إيقاعا جوانيا لدى القارىء يجعله يحس بنبض القصيدة من دون إيقاع مسموع.
و«شجرة تحلم بالطيران» هو العنوان الذي اختاره الشاعر الصيني يي يانبن للمقدمة التي يتحدث فيها عن نفسه، والكتاب الذي بين أيدينا هو مختارات من الشعر الصيني في القرن العشرين تأليف مجموعة من الشعراء، ترجمه جهاد عارف الأحمدية الذي يقول: لفتني العنوان «شجرة تحلم بالطيران» فاخترته اسما لكتابي هذا الذي ضمنته مختارات من الشعر الصيني في القرن العشرين كنت ترجمتها عن الإنكليزية من مجلة الأدب الصيني الفصلية التي كانت تصدر في الصين باللغتين الإنكليزية والفرنسية.
والكتاب يضم بين دفتيه ملفين عن شاعرتين وملفين آخرين عن شاعرين وملفا خامسا يحتوي على قصائد متفرقة لشعراء ينتمون إلى مناطق مختلفة من الصين في ترتيبها الزمني لتواريخ ميلاد الشعراء.
وتحدثت الشاعرة «تشينغ من» في الملف الأول عن حياتها التي رأتها أشبه ماتكون برحلة في متاهة ضمن يقطينة مغلقة، وجاءت قصائدها: «غمار الأرز الذهبية، الباب، الظمأ، ليث، احتجاج..» لتحكي فلسفتها المبنية على الثلاثية الإنسانية المتجذرة عميقا في الحياة «أن إدراك ثقافة وحضارة بلد ما يتطلب دراسة فلسفتها وأدبها وفنها».
وفي الملف الثاني دراسة أدبية يتحدث فيها الناقد «تشو تشينغباو» عن شعر الحدود الحديث الذي عرف فيما بعد «بمدرسة الشعر الغربي الصيني» ملقيا الضوء على الشاعر «يانغ مو» كواحد من ممثلي هذا الشعر ومهندسيه.
ويعبر الشاعر «يي يانبن» في الملف الثالث عن إعجابه بهيئة الشجرة، الجذور في تربة التقاليد والأغصان تمتد إلى السماء كاشفة عن حلم الأجنحة، وأن هذه الشجرة قد تساعد المتلقي في استيعابه واستيعاب أشعاره، ثم قصائد للشاعر تحمل عنوان «الأمهات، موسم الأزهار، فراغات، الغيوم الهاربة فوق جبل تاي، مداعبة».
الكتاب «شجرة تحلم بالطيران» مختارات من الأدب الصيني في القرن العشرين، من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب للعام 2019 ضمن المشروع الوطني للترجمة سلسلة الشعر العالمي, ويقع في 224 صفحة من القطع المتوسط.
فاتن أحمد دعبول
التاريخ: الاثنين 11-2-2019
رقم العدد : 16906