تطل علينا الكاتبة سهير الحمدان من بوابة الألم والمعاناة السورية راسمة بالكلمات أبطال روايتها.. محاولة توثيق الواقع وتسجيله بأسلوبها الذي تراه يخدم نصها.
تدور أحداث الرواية حول الحب والحرب والعلاقات الاجتماعية بين الناس.
مضمونها اجتماعي إنساني عاطفي, شخوصها من وحي بيئة اجتماعية بسيطة تكتنفها حالة من الوئام بين أفرادها،إلا أن تداعيات الأحداث ترخي بظلال ثقيلة وموجعة على الجميع برمته.
قدمت الكاتبة شخصية (حنين) شخصية محورية في عملها الروائي حيث كانت حاضرة في جميع الأحداث,فلهذا وجدناها مولعة إلى حد بعيد بالهم الذاتي الذي قدمته على الهم المجتمعي, ثم غرقت حتى الثمالة في اتباع نداءاتها الداخلية, محاولة البحث عن فضاءات جديدة تخرجها من سفينتها الحزينة، لكن محاولاتها المتعددة كانت تفسدها عادات بالية عفا عليها الزمن, وبلد قد أصابه الوهن فانتشر فيه الإرهاب انتشار الأفاعي والعناكب والضباع في البيادي،وهكذا يتسربل الحزن إلى سفينة حياتها فيتربص بكل تحرك ويلقي شباكه بعنف.
تتصاعد الأحداث تعلو وتنخفض بين حنين الذي وجدت في حبيب نافذة الخلاص لكل عذاباتها واغترابها وما عانته مع زوجها المفقود وغير المعروف مصيره,وبين حبيب الذي قيدته الأعراف، وحدّت من اندفاعاته في حبه لها، ناهيك عن أمه التي لاترغب أن ترى ابنها معلقاً بامرأة لديها طفل.
تتسارع الأحداث وتقف عاجزة عن فهم موقف حبيب الغير واضح والملتبس في إعطاء كلمة تطمئن قلبها،انتظرته مطولا حتى ملها الانتظار، فلم تعد تطيق صبرا على ضعف حبيب وانهزامه أمام حبها له،فقررت أن تنهي هذه الحالة اليائسة وتعود لتقترن بالشخص الذي ضاقت منه زرعا وعاقبت نفسها بالاقتران به (أسعد صديق الزوج المفقود)
إن جوهر الحكاية الروائية هو وجود وحدة عالية المستوى من التركيز ما بين هدفها التي ترنو إليه، وإصرارها المستميت الذي تمشي بخطا واثقة بواسطته نحوه،لأن تقنياتها موضوع.. شخصيات.. حدث.. اللغة, تركز على مشكلة واحدة.
المتابع لأحداث الرواية يشعر أنها لا تشكل تلك الصدمة على خط الحدث باستثناء النهاية التي ختمت الراوية روايتها بها على لسان بطلتها حنين وهي تخاطب أسعد في أنفاسها الأخيرة (لا لا تقتل جسد ميت، لن يكون لديك عار توقف،إلا أنه أغمض عينيه وأطلق على جسدها النار عدة مرات ليتأكد أنه تخلص منها والروح تنظر إليه بشفقة).
الحوار أسلوب واضح في العمل بين الشخصيات لسبر أغوارها وما يعتمر في خلدها من أفكار ورؤى.
حبذا لو تأنت الكاتبة سهير وأعادت قراءة روايتها بتأن لكانت قد تجاوزت بعض الأخطاء النحوية والمطبعية.
علاء الدين محمد
التاريخ: الجمعة 15-2-2019
رقم العدد : 16910