التمثيل المتواضع يعكس هشاشة المؤتمر.. «وارسو».. مواقف خلّبية لمداراة الفشل الأميركي في بناء التحالفات

وسط غياب واضح لبعض الدول الفاعلة في القضايا الدولية والمهمة، وتمثيل متواضع للبعض الآخر، وضمن أجواء من التباطؤ سادت أروقة الدبلوماسية الأوروبية، انعقدت مؤامرة وارسو بهدف الترويج للتطبيع مع إسرائيل والتحريض ضد إيران ومحور المقاومة والتمهيد لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على حقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما حشد له رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتيناهو.
المؤتمر لم يخل من مطالبة أميركا على لسان وزير الخارجية مايك بومبيو بالترويج لعلاقات بين دول الشرق الأوسط وكسر جدار العزلة مع إسرائيل، واتهام إيران باتهامات باطلة وعارية عن الصحة، وبأنها وراء انعدام الاستقرار في المنطقة، بالإضافة لما تعد له واشنطن لتصفية القضية وتثبيت بنود ما يسمى بـ «صفقة القرن»، كما كانت الأزمة في سورية واليمن حاضرة، بالطبع لبحث سبل المزيد من التصعيد وتعقيد الأوضاع وليس حلها.
مع بدء أعمال «المؤتمر» اعتبر خبراء ومراقبون أن هدف المؤتمر يتمثل في سياستين اتخذت فيهما إدارة الرئيس دونالد ترامب مواقف متطرفة، طبقا لأنماط العلاقات الدولية وعلاقة واشنطن بحلفائها.
السياسة الأولى جاءت مع اعتراف ترامب، وعلى النقيض من كل من سبقه من رؤساء جمهوريين وديمقراطيين، بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، والثانية تمثلت في انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الست الكبرى، وفي الوقت الذي نال فيه نقل السفارة للقدس رفضا عربيا ودوليا واسعا، كذلك نال انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي رفضا وتنديدا عالميا واسعا.
وأضاف المراقبون أن مستوى المشاركة يدل على عزلة الإدارة الأميركية عالميا عندما يتعلق الأمر بالموقف من الفلسطينيين ومن إيران، وفي هذا السياق يقول أندرو ميلر المسؤول السابق بالخارجية ومجلس الأمن القومي الأميركي لصحيفة بوليتيكو: إن مستوى تمثيل الدول المشاركة في المؤتمر يعكس عدم اكتراث كبير بما جرى في وارسو، وإن أي إدارة أخرى كانت ستسعى لعقد مؤتمر شامل بخصوص مستقبل الشرق الأوسط لكنا شاهدنا مستوى مرتفعا من المشاركة، ولاسيما أن أطرافاً مهمة رفضت حضور المؤتمر مثل روسيا والمفوضية الأوروبية والفلسطينيين وآخرين، مع تمثيل متواضع لعدد من الدول، على حين شارك نتنياهو الذي يريد استغلال المؤتمر لدعم حملته الانتخابية.
ونوه الخبراء أنه لم يكن هناك جدول واضح لأعمال المؤتمر، ولم يتضمن أي إشارة لجدول المؤتمر، مشيرين إلى أن الأهداف الأميركية المتوخاة من انعقاد المؤتمر تراجعت عن مساعي بناء حلف دولي ضد إيران إلى مجرد لقاء بين حلفاء واشنطن تظهر فيه جبهة التحالف الإسرائيلي ــ الخليجي من السرّ إلى العلن، لكن نتائج لقاء وارسو كشفت تقهقر القدرة الأميركية في بناء الأحلاف وعجز حلفائها عن إعاقة القوة الصاعدة لمحور المقاومة.
وأشار الخبراء إلى أن تغيير اتجاه المؤتمر من التحالف ضد إيران إلى «مؤتمر السلام والأمن في الشرق الأوسط»، هو محاولة لسد ثغرة الاعتماد على الدول الخليجية التي ظلّت منفردة معزولة بعد تغيير الحكم في كل من باكستان واندونيسيا. والقصد من وراء ذلك تغطية الضعف البيّن في قدرات هذه الدول مقابل إيران وحلف الممانعة، عبر تجميع أسماء في الحديث عن 60 دولة وعبر التصريحات النارية الفارغة المحتوى التي أطلقها مايك بومبيو ومايك بينس قبل اللقاء وأثناء الاجتماع.
وفي مستهل أعمال اليوم الثاني لمؤامرة وارسو بشأن الأمن في الشرق الأوسط زعم بومبيو: إن الولايات المتحدة تهدف من خلاله إلى جمع الدول التي لها مصالح مشتركة في المنطقة، وإن المؤتمر يؤسس للعمل المشترك لمواجهة التحديات والأزمات في الشرق الأوسط.
وأضاف: هناك مصالح مشتركة بين بعض الدول العربية والإسرائيليين، مدعياً أن الجميع يدرك أن بلاده في خطر من إيران!! متناسياً الخطر الأميركي والارهاب الممنهج الذي تمارسه اسرائيل على الفلسطينيين وبعض دول المنطقة.
هذا ويبدو القرار الأميركي بعقد مؤتمر الشرق الأوسط في وارسو أحد المساعي المثيرة للفضول، ويثير القرار تساؤلات حول أسباب اختيار العاصمة البولندية للجمع بين قادة وزعماء أوروبيين وعرب في مجملهم. فمن المعروف أن بولندا ليس لديها اهتمام كبير بقضايا الشرق الأوسط.
وافتتحت أعمال وارسو أمس بحضور ممثلين عن حوالي 60 دولة بينهم وزراء خارجية عشر دول عربية، وسعت الولايات المتحدة لحشد العالم حول رؤيتها للشرق الأوسط، وأبرز خطوطها تتمثل في ممارسة ضغوط قوية على إيران وتعزيز الدعم لإسرائيل، لكن يبدو أنها لم تنجح في كسب تأييد أطراف جديدة ولاسيما مع خفض القوى الأوروبية تمثيلها.
وكالات – الثورة
التاريخ: الجمعة 15-2-2019
رقم العدد : 16910

آخر الأخبار
بعد توقف سنوات.. تجهيز بئر مياه تجمع «كوم الحجر» "موتوريكس إكسبو 2025" ينطلق الثلاثاء القادم رؤية وزارة التربية لتشريعات تواكب المرحلة وتدعم جودة التعليم العودة المُرّة.. خيام الأنقاض معاناة لا تنتهي لأهالي ريف إدلب الجنوبي منظمة "رحمة بلا حدود" تؤهل خمس مدارس في درعا مجلس مدينة سلمية.. مسؤوليات كبيرة و إمكانات محدودة إنقاذ طفل سقط في بئر مياه بجهود بطولية للدفاع المدني  المجموعات الخارجة عن القانون في السويداء تخرق وقف إطلاق النار هجمات " قسد " و" الهجري " .. هل هي صدفة  أم أجندة مرسومة؟! تجربة إقليمية رائدة لوفد من الاتصالات وحداثة النموذج الأردني في تنظيم قطاع الاتصالات والبريد  صعود الهجري وتعقيدات المشهد المحلي في السويداء.. قراءة في ملامح الانقسام والتحوّل  العائدون إلى ريف إدلب الجنوبي يطالبون بإعادة الإعمار وتأمين الخدمات الأساسية رغم التحديات الكبيرة.. انتخابات مجلس الشعب بوابةٌ للسلم الأهلي  اختيار الرئيس 70 عضواً هل يقود إلى ... صناعيون لـ"الثورة": دعم الصناعة الوطنية ليس ترفاً المجمع الإسعافي بمستشفى المواساة الجامعي .. 93 بالمئة إنجاز يترقب قراراً للانطلاق باحث اقتصادي يقترح إعداد خطط لتخفيض تكاليف حوامل الطاقة  حلب تضع خارطة طريق لتطوير البيئة الاستثمارية وتعزيز التنمية الاقتصادية اختتام امتحانات الثانوية العامة.. طلاب حلب بين الارتياح والترقّب  الثروة الحراجية في درعا.. جهود متواصلة تعوقها قلّة عدد العمال والآليات دعم الأميركيين لحرب إسرائيل على غزة يتراجع إلى أدنى مستوى