أشعلت المؤامرة الأخيرة التي تعمد من خلالها الزج باسم اليمن المقاوم في عملية «التطبيع» نيران الغضب اليمني ساخطاً على الأعراب الذين تقاسموا أجزاء اليمن على مائدة كيان الاحتلال الصهيوني فمن تآمر خبيث لتفخيخ سلام اليمنيين إلى انبطاح وقح أمام الكيان المحتل وتقديم صكوك الطاعة والعمالة له.
إلى ذلك عمت أرجاء اليمن موجة غضب رفضاً للتطبيع العلني والمكشوف لما يسمى «الشرعية» المدعومة من الغرب الاستعماري مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وتنديداً بالمشاركة الأعرابية في مؤتمر «وارسو» التطبيعي وعبر اليمنيون عن غضبهم من خلال تظاهرات مليونية نظمت في معظم محافظات ومدن اليمن تحت شعار مسيرات «البراءة من الخونة».
ففي العاصمة صنعاء خرجت مظاهرات كبرى احتجاجاً على ما يحاك ضد اليمن، وفي محافظة تعز خرجت 3 تظاهرات في أماكن مختلفة واحتشد المتظاهرون في كحلان، وكحلان الشرف، وتهامة، وباقي المحافظات اليمنية.
هنا وأمام النوايا الخبيثة التي باتت أكثر وضوحاً بحسب محللين يؤكد أن ما كان من مساعٍ أممية وبعثات مراقبة دولية لمناطق وقف إطلاق النار التي عدلت تبعاً إلى خروقات العدوان السعودي إلى ما يسمى مناطق خفض التصعيد في اليمن كانت أوهاماً تترامى ما بين اللاعبين الدوليين لمضيعة الوقت وتهدئة الأطراف اليمنية التي اضحى خطر دفاعاتها الجوية المتطورة يهدد العمق السعودي ليكون الرد السلبي الوقح على كل المحاولات اليمنية الداعية للتوصل إلى حل سلمي في اليمن هو بالجلوس على مائدة الاستعمار الغربي المطعم بجرثومة الصهيوني المحتل الذي لم يكتف بتوريد الاسلحة الى النظام السعودي كونه شريكا بسفك الدم اليمني انما يتحرك حسب ماتشتهي رياح واشنطن في تجزئة المنطقة واستعمارها وحلب أموال العربان المشاركين باللعبة من خلال سحب الهوية العربية حسب ما تتوهم أميركا المجرم الأكبر لسفك الدم اليمني.
ويرى مراقبون أن المشهد المتعلق بلقاء المبعوث الأممي إلى اليمن «مارتن غريفيث « مع جماعة أنصار الله لمناقشة مسار تنفيذ ما يسمى اتفاق السويد وما قامت به لجنة التنسيق المشترك ماهو إلا تغطية أممية لما يحاك ضد اليمن والذي أكده مراراً وتكراراً عدم تعاون الاطراف التابعة لتحالف العدوان الرافضة لمسار السلام وتعنتهم تجاه أي خطة تقدم لدفع بعملية السلام.
وتأتي عملية التطبيع لكيان الاحتلال تزامناً مع ضغط الكونغرس الأميركي مؤخراً على إدارة «دونالد ترامب» ضمن مشروع قانون يدعو إلى وقف دعمها النظام السعودي في اليمن ويشار الى أن مجلس النواب الأميركي ذو الأغلبية «الديمقراطية «أقر مشروع قانون يدعو إلى سحب المرتزقة الأميركيين المشاركين في الحرب الدائرة في اليمن ما لم يوافق الكونغرس رسمياً على بقائهم لتتداعى أحجار الدومينو على رأس «دونالد ترامب» بحسب محللين والذي كان يعتقد أنه منذ 2003 أي باجتياحه العراق إلى اليمن 2015 ستحقق أطماعه تدريجياً إلا أن الموازين تقلب ضده في المنطقة العربية عامة لتبرز مناورات الربيب الاسرائيلي لما يسمى «التطبيع» مشروع استعماري قديم ضمن منظومة الاستعمار الغربي للإبقاء على المناطق العربية مشتعلة لتسهيل مهمة كيان الاحتلال الاستعمارية وللرفع من أسهم ترامب أمام الكونغرس الأميركي.
بذات السياق أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إلى أن كيان الاحتلال الإسرائيلي شريك «لتحالف العدوان في الحرب العدوانية على اليمن» وذلك عبر تدريب شركة إسرائيلية للمرتزقة التي تقاتل تحت لواء هذا التحالف المزعوم.
كما كشفت الصحيفة أيضاً أن الإسرائيليين ليسوا وحدهم المستفيدين من المال السعودي إذ إن «شركات أمريكية خاصة تبيع خدماتها للدول المتآمرة على اليمن مشيرة إلى أن الضباط الأمريكيين السابقين الذين يعملون في وكالة الاستخبارات المركزية يكسبون ثروات هائلة مقابل الخدمات للنظام السعودي.
ميدانياً: يواصل طيران العدوان تحليقه في أجواء مدينة الحديدة وعدد من المديريات مرتكباً 16 خرقاً ما يؤكد النوايا في ارتكاب مزيد من الجرائم وعدم الجدية في تنفيذ اتفاق السويد وإحلال السلام في اليمن بالوقت الذي أطلق فيه الجيش اليمني 51 صاروخاً و256 قذيفة ونفذ 139 على أماكن تجمع مرتزقة العدوان بينما أجبر الجيش اليمني المرتزقة على الانسحاب من مواقع إستراتيجية في نجران وعسير.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأثنين 18-2-2019
رقم العدد : 16912