كثيرة هي العناوين المتشابهة التي تتصدر نشرات الأخبار في وسائل الإعلام الغربي وصفحات كبرى الصحف العالمية هذه الأيام، وقاسمها المشترك هو الحديث عن قرب النهاية المزعومة لتنظيم داعش الإرهابي في سورية، ومصير متزعمه الإرهابي أبو بكر البغدادي، إضافة إلى كيفية التعامل مع الإرهابيين الأجانب وخاصة الأوروبيين منهم.
وكعادته.. يروج الإعلام الغربي لقضايا تختلف كلياً عما يجري في كواليس السياسة، حيث يتم تصوير المشهد على الساحة السورية التي ابتليت بتنظيمات إرهابية من كل الأشكال والألوان ومن كل جنسيات العالم تقريباً، بشكل لا يعكس واقع الحال، وهذا ليس جديداً على أحد لأنه يأتي في سياق التضليل المتعمد للرأي العام العالمي، ليبقى متخبطاً في مواقفه بعيداً عن الحقيقة.
ولا يسعنا هنا استعراض ما يتم تداوله من عناوين لنعلق عليها، ولكن عندما تقرأ وتسمع التقارير الإعلامية حول ما يسمى «محاربة الإرهاب على الطريقة الأميركية»، تشعر أنك تتابع فيلماً من أفلام هوليود السينمائية التي أبدع فيها الخيال الأميركي، فتجد «البطل» ترامب لا يترك مناسبة إلا ويتحدث فيها عن بطولاته في مقارعة داعش، وهو على ما يبدو يعمل على إخراج فيلماً هوليودياً يصور فيه نهاية لتنظيم داعش ومتزعمه البغدادي، يشبه فيلم سلفه أوباما والإرهابي أسامة بن لادن.
هذا في الحقيقة ما يتم في الإعلام، ولكن على أرض الواقع وفي السياسة فالأمر مختلف تماماً، فداعش لم يبق له وجود في سورية سوى في المناطق التي توجد فيها قوات أميركية بشكل غير شرعي وما يتبعها من فرنسية وغيرها، ما يعني أن كذبة محاربة داعش من قبل واشنطن وحلفها العدواني ليس لها أساس ولا يوجد من يصدقها، وخاصة عندما يتأكد أن لدى التنظيم الإرهابي أطنان من الذهب ومئات الملايين من الدولارات الأميركية، وهذا بالتالي يجعل مهمة القوات الأميركية الموجودة خارج القانون الدولي في الأراضي السورية وطائراتها مهمة مزدوجة، فإلى جانب استكمال نقل عتاة الإرهاب والإجرام إلى أماكن آمنة حول العالم، ومنها السجون في الدول الأوروبية، هناك مهمة نقل الذهب وملايين الدولارات التي تمت سرقتها من العراق وسورية إلى خزينة ترامب، ريثما تتم تهيئة الظروف لإعلان فيلم ترامب ونصره المزعوم.
نافذة على حدث
راغب العطية
التاريخ: الخميس 21-2-2019
رقم العدد : 16915
