تنقل الطائرات الأميركية قيادات داعش من منطقة إلى أخرى، وتسهل عبور عناصر هذا التنظيم الإرهابي من سورية إلى الخارج، وتطالب الدول الأوروبية باستعادتهم، أي أنها تعيد إنتاجهم ثم تدعي الانتصار الوهمي عليهم.
وتدعي آلتها الدعائية أن تحالفها الدولي المزعوم لمكافحة الإرهاب قضى على هؤلاء الإرهابيين، فيما تقول الوقائع أنها أتمت صفقة تهريبهم وتحاول اليوم إعادة إنتاجهم وتدويرهم لاستثمارهم في أمكنة أخرى، ربما في الجزيرة السورية وربما خارج سورية.
وبذريعة محاربة التنظيم المتطرف تستمر واشنطن بقصف السوريين الأبرياء في الجزيرة السورية وقتلهم وتهجيرهم، في الوقت الذي تتلخص سياستها باستخدام الإرهابيين كأداة لتحقيق مصالحها الجيوسياسية في سورية والمنطقة برمتها.
واشنطن هي من أسست تنظيم داعش المتطرف ونشرت عناصره في المنطقة لتحقيق الفوضى الهدامة وخدمة الكيان الصهيوني عبر حروب الوكالة بالنيابة عنها ضد الدول التي ترفض الانضواء تحت عباءتها العدوانية كسورية.
واليوم هي تستغل كل ما يجري لصالح مخططاتها وأجنداتها فتزعم في الظاهر أنها تحارب الإرهاب وتحاول القضاء على رأسه داعش في الوقت الذي تدعمه لأن وجوده بات بالنسبة لها ضرورة ومصلحة كبيرة.
أليست صحافتها من وصف هذه الحالة يوماً حين كتبت تقول إن وجود داعش بالنسبة لأميركا هو بمثابة بمنجم ذهب أقله أن دول المنطقة ستصبح مستهلكاً كبيراً للسلاح الأميركي ويجعل من المنطقة المشتعلة برمتها سوقاً مهما إن لم يكن الأهم لتصدير السلاح في العالم؟.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 27-2-2019
رقم العدد : 16919