انسحاب.. لا انسحاب

في كل يوم يطالعنا مسؤولو الإدارة الأميركية بتصريح وعكسه، ومع مطلع كل نهار يتاجر الأميركي بقضايا الشعوب ومصائرها.. بالأمس أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه لم يغير مسار الخروج الأميركي من سورية، لكنه في الوقت ذاته أعلن عن إبقاء بضع مئات من قواته المحتلة في سورية مناقضاً بذلك تصريحاته السابقة بأن الخروج الأميركي سيكون كاملاً.
لماذا يتراجع ترامب عن قراره؟ أو بالأصح لماذا يعلن الإبقاء على بضع مئات من جنوده؟ لا شك أن الجواب يكمن في الخبر الذي سربته صحيفة واشنطن بوست قبل أيام عن أحد كبار المسؤولين في إدارته أن حلفاء واشنطن الأوروبيين رفضوا بالإجماع طلباً أميركياً بإبقاء قواتهم في شمال شرق سورية بعد انسحاب القوات الأميركية.
إدارة ترامب المنهزمة في سورية تريد من حلفائها الحلول مكانها لعرقلة أي شكل من أشكال الحل السوري السوري، وهذا أمر يجب أن ندركه كسوريين عاشوا الحرب على مدار ثماني سنوات، ودفعوا من دمهم وأمنهم ثمناً باهظاً لحفظ وحدة بلدهم وسيادته.. وما مسألة إبقاء بضع مئات من الجنود الأميركيين المرتزقة سوى محاولة لتشجيع الحلفاء على البقاء، أو لنقل محاولة أيضاً لطمأنة القوى المرتبطة بواشنطن والتي أصابها الهلع وانهارت معنوياتها على وقع خبر الانسحاب الأميركي واستجدت بقاء تلك القوات المحتلة.
لا شك أن الولايات المتحدة تستطيع أن تخرّب وتعرقل، و أن تمارس العربدة السياسية والعسكرية، فهي قوة عظمى ولديها من غطرسة القوة ما يمكنها من انتهاك كل الأعراف والمواثيق الدولية.. لكنها أيضاً وبعد ثماني سنوات من انخراطها في مخطط تخريب سورية توصلت إلى قناعة بأنها منهزمة أمام صمود وثبات الشعب السوري بجيشه وقيادته، وهي تتصرف اليوم على هذا الأساس مع محاولة تقليل خسائرها.
ما تقوم به واشنطن من احتجاز للمهجرين السوريين في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية ومنع عودتهم وكذلك تشديد عربدتها البحرية في فرض اجراءات حصار اقتصادي ضد سورية وشعبها لا يعدو كونه شكلاً من محاولات التعويض عن خسارتها الحرب.
ويستطيع السوري بتجربته سواء أكان مواطناً أم مسؤولاً أن يدرك أن مسار الحرب يتجه نحو النهاية المتوّجة بالنصر، فمن فشل في فرض مخططه في قمة انخراطه في الحرب الإرهابية ضد سورية لن يستطيع أن يغير المسار في مرحلة أفوله وانهزامه.. وما علينا نحن السوريين سوى أن نواصل ثقتنا وإيماننا، كما كنا، بجيشنا وقيادتنا وبأن النصر بات قريباً مهما تبدلت أشكال المعركة.
عبد الرحيم أحمد

 

التاريخ: الأربعاء 27-2-2019
رقم العدد : 16919

آخر الأخبار
الطرقات السورية مسرحٌ للموت اليومي..حوادث المرور تتحوّل إلى أزمة مجتمعية خانقة ليث البلعوس: دعوات الحوار في السويداء تواجه التهديد.. ولا وصاية خارجية على الجبل بحث تحسين الواقع الخدمي والإداري في «إزرع» وزير المالية: إعفاءات كاملة للمكلفين من غرامات ضبوط التهرب الضريبي د. "عبد القادر الحصرية"..تعليمات البيوع العقارية ..تعفي المشتري من  إيداع  50 بالمئة للعقار تكريم 150 طالباً من المعاهد التقنية بحلب أنهوا برنامج التدريب العملي الصيفي في منشآت الشيخ نجار الصن... حرصاً على المال العام.. نقل الأموال المخصصة للرواتب في السويداء إلى فرع ثانٍ مصادرة أسلحة وذخائر في بلدات اللجاة بدرعا يحدث في الرقة.. تهجير قسري للسكان المحليين واستيلاء ممنهج على أملاك الدولة  نمو متسارع وجهود مؤسسية ترسم مستقبل الاستثمار في "حسياء الصناعية"  محافظ درعا يبحث مع رجل الأعمال قداح واقع الخدمات واحتياجات المحافظة مصادرة كمية من الفحم الحراجي في حلب لعدم استيفائها الشروط النظامية للنقل معالجة مشكلة تسريح عمال الإطفاء والحراس الحراجيين.. حلول الوزارة في مواجهة التعديات والحرائق المستقب... الفضة ملاذ آمن على الجيوب والأونصة تسجل ٦٠ دولاراً دخول قافلة مساعدات جديدة إلى السويداء خالد أبو دي  لـ " الثورة ": 10 ساعات وصل كهرباء.. لكن بأسعار جديدة  "النفط" : أداء تصاعدي بعد تشغيل خطوط متوقفة منذ عقود.. وتصدير النفتا المهدرجة الذهب يرتفع 10 آلاف ليرة سورية وانخفاض جزئي لسعر الصرف في مرمى الوعي الاجتماعي.. الأمن العام ضمانة الأمان  1816 جلسة غسيل كلية في مستشفى الجولان الوطني