بالمختصر.. قالت: ما زلنا شركاء حلفاء أصدقاء.. لماذا يقف كثيرون في العالم دون فهم هذه الحقيقة؟!
مرّ أربعون عاماً على هذه العلاقة بكامل هيئتها وخصوصيتها.. واجهت خلالها مختلف الظروف والمصاعب.. وأشدها وقعاً.. لا حرب صدام على إيران والثورة الإسلامية كانت أولها.. ولا حرب الإرهاب وحماته على سورية ستكون آخرها..
ببساطة.. سورية مستهدفة.. وإيران مستهدفة.. وللأسباب نفسها.. السيادة الكاملة للشعب على الأرض والقرار الوطني المستقل، ورفض الهيمنة وسرقة ثروات الشعوب.
في يوم ما كانت هذه الحقائق واضحة لمعظم دول العالم وشعوبه.. وما زالت واضحة.. لكنه التعب الذي أدرك العالم المتحرر من مقارعة الظلم ومحاولات الاستعمار والسيطرة.. هذا التعب لم يؤد إلى خضوع العالم.. وهي الحرب مستعرة.. حيث تسير قوى البغي إلى كل بقعة تنشد الحرية والسلام.. وإلا.. ما هذا الذي يجري في فنزويلا.. وشعبها.. أليس مرتبطاً بالمحاولة التي أسس لها الزعيم الفنزويلي الراحل هوغو شافيز للتحرر ورفض الخضوع والتسليم..
هم منشغلون يحللون: ما الذي يريده الرئيس بشار الأسد من زيارته المفاجئة لطهران..؟! مفاجأتهم ليست لفقدان مبررات التواصل المباشر على أعلى مستوى بين قيادة البلدين.. بل لأنه صار بإمكان الأسد أن يصل طهران.. وأن تستقبل طهران وقادتها… الأسد.
أما ما الذي قالته دمشق لطهران بلسان السيد الرئيس بشار الأسد فذلك ما يربكهم.. وبودهم لو يعلمون ولن يعلموا..
سياسياً.. ليس نجاحاً تحليلياً أو استنتاجياً القول: إن المسألة مقتصرة على أهمية وصول الرئيس السوري إلى القيادة بكامل هيئاتها في إيران..
لا.. هذا غير دقيق.. فقد كان لدى الرئيس الأسد ما يقوله ومباشرة للقادة الإيرانيين ومن أهميته لزم أن يقوله مباشرة.. فليحسب كل المهتمين حساباتهم على هذا الأساس..
ما أعلن عن مجريات الزيارة – على أهميته – ليس إلا ما يجب أن يعلن.. وما لم يعلن هو جوهر مقتضى الزيارة..
يا ناس.. سورية وإيران.. بلدان متحالفان منذ أربعين عاماً متشاركان في السراء والضراء.. لماذا تفاجئكم دائماً هذه الحقيقة التي أصبحت من أرسخ الحقائق في تعاون الشعوب والدول ولا سيما في منطقتنا..؟!
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com
التاريخ: الأربعاء 27-2-2019
رقم العدد : 16919