تتزاحم مجددا السيناريوهات الاستعمارية على خشبة المسرح اليمني ويتعالى نشاز الادعاءات الغربية بدعم عملية السلام عل هذا الضجيج المترافق مع شراء الذمم يثني المجتمع الدولي عن أداء دوره بعلاج الوضع الانساني المأزوم لليمنيين حيث لا يزال مصير اتفاق الحديدة مجهولا رغم مرور ثمانين يوما من الاتفاق الذي توصلت اليه الأطراف اليمنية في العاصمة السويدية «استوكهولم» فيما تواصل دول تحالف العدوان خروقاتها اليومية وبمساعدة أسيادها الغربيين الممولين للعدوان.
ويرى محللون أن السيناريو المعتمد بين الاطراف المعادية لعملية السلام في اليمن هو تعنت آل سعود عن تنفيذ الاتفاق ليتاح التدخل من قبل دول الغرب الاستعماري تحت ذريعة عدم تنفيذ الاتفاق وهنا يبرز التشدق البريطاني المزعوم حول دعم الحل السلمي على يد وزيرها البريطاني «جيرمي هنت» لتبيض صفحة حكومته أمام الرأي العام العالمي وتنصيع صورتها القبيحة المهووسة باستمرار الحرب الوحشية على اليمن لتحقيق أطماعها الاستعمارية القديمة بالمنطقة بالوقت ذاته يظهر وكأنه يروج ويعلن عن اشعال فتيل حرب جديدة بقوله وفاة اتفاق السويد قد يؤدي إلى تفجر الوضع ويقود الى حرب شاملة في اليمن والذي اعتبره يمنيون بمثابة تهديد غير مباشر او اشارة للجماعات الارهابية المدعومة من قبل بريطانيا بعدم التخلي عنهم.
ويعتبر تهرب الأمم المتحدة من المضي في تنفيذ الاتفاق مقصودا ويضعها أمام حقيقة واضحة أنها لا تتحرك وفقا لمصالح الحل بعيدا عن حسابات الدول الاستعمارية وفي مقدمتها بريطانيا بل تدير عملية عرقلة الاتفاق عبر مبعوثها إلى اليمن تحت غطاء أممي فمبعوث الأمم المتحدة «مارتن غريفيث» كما يبدو لنا ليس مبعوثا للأمم المتحدة وإنما مبعوثا يمثل بريطانيا خاصة بعد توضيح وزارة الخارجية البريطانية أهدافها وموقفها بوضوح والذي ينسجم مع عرقلة الاتفاق.
وبحسب مراقبين يمنيين لم يكن مستبعدا عدم التوصل إلى نتيجة في اتفاق الحديدة خلال الفترة الزمنية المحددة لذلك فإن هذا الإخفاق قد زاد من التكهنات بأن كلا من تدخل دول الغرب الاستعماري ولجوء النظام السعودي المتكرر لانتهاك الهدنة يسعى الى كسب مزيد من الوقت وإعادة التقاط أنفاسهم من جهة وترميم صورتهم المجرمة المشاركة بسفك الدم اليمني أمام الرأي العام العالمي من جهة اخرى.
ويؤكده المشهد اليمني اليوم من استمرار للعدوان السعودي الأميركي باستهداف أرواح المدنيين في اليمن وتصعيد على الجبهات بالتزامن مع ساعات من زيارة الوزير البريطاني «جيرمي هانت» الى عدن وإطلاقه تصريحات مشجعة لتحالف العدوان على المضي بانتهاك وقف اطلاق النار في الحديدة أيضا في مدينة الدريهمي حيث واصل مرتزقة العدوان استهداف المدينة بالمدفعية والأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة وأفادت مصادر يمنية بأن القصف المدفعي تركز في مناطق شرق التحيتا بذات الوقت تنقضي المواعيد التي تم تحديدها لانطلاق عملية إعادة الانتشار في مدينة الحديدة دون أن يتحقق شيء.
وتتباين الرؤى والتحليلات حول غايات الهجمة الشرسة والمخططات المتبعة من قبل دول الغرب الاستعماري على اليمن التي سيكون حصادها الفشل، فرغم اختلاف وجهات النظر في الأهداف السياسية التي تتبناها النظم الغربية المعادية للسلام إلا أنه ثمة اتفاق أو اجماع على أن الحرب الوحشية على اليمن لابد وان تستمر في نواحي عدة لاستغلالها من قبل دول الغرب الاستعماري متمثلة في خلق أزمة اجتماعية وانقسامات قبلية أيضا محاولة السيطرة على البرلمان اليمني عبر دس عملاء وتدمير البنى التحتية واستمرار الحصار للضغط على اليمنيين بهدف النيل من المقاومة اليمنية وعليه توزع خارطة الارهاب لحصار المناطق النفطية في اليمن ومواقعها في أبين، وعدن، وحضرموت وغيرها من المحافظات اليمنية الى أن اصطدمت هذه الأهداف الاستعمارية بفشل ذريع حطمته القوى اليمنية.
ميدانيا : استشهد يمنيان وأصيب ثلاثة آخرون ودمرت الممتلكات العامة والخاصة بقصف قوى العدوان الأمريكي السعودي في محافظتي الحديدة وتعز خلال الساعات الماضية فيما شن الطيران غارات على محافظة صعدة.
بالمقابل أطلقت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية صاروخا باليستيا على تجمعات مرتزقة العدوان شرق علب قبالة عسير داخل المملكة.
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الثلاثاء 5-3-2019
الرقم: 16924