منذ سنوات طوال والمطالبة تُلح أكثر فأكثر لإقامة مهرجان درامي في سورية، ومع كل بارقة أمل هنا أو هناك كنا نتشبث بها ونتفاءل لعلها تكون هي البذرة والنواة، وقد سُجّلت أكثر من محاولة إن كان من خلال القطاع العام أو القطاع الخاص للاحتفاء بالدراما السورية، وخاصة المتميز منها، ولكن اليوم يبدو أن الحلم بدأ يأخذ طريقه ليمسي حقيقة مع إعلان المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني عن انطلاق التحضيرات الفعلية لإقامة المهرجان السوري للدراما تحت شعار نحن أبناء الحياة.
فكرة إقامة المهرجان سبق وأن طرحت هنا على هذه الصفحة وعبر هذه الزاوية (مشاكسات) أكثر من مرة، إيماناً بأهمية إقامة مثل هذه الفعالية ولِما يمكن أن تحققه من نتائج وفوائد إن كان ضمن إطار الدراما أو تتعداه إلى أطر أخرى، فيكون المهرجان سفيراً جديداً لسورية وترسيخاً لمفاهيم وقيم وعلامة للجودة وقيمة مضافة في إطار عملية التسويق والترويج والمنافسة. فتحت عنواناً (نحو مهرجان درامي سوري) أتت الزاوية التي نشرت في آذار من عام 2005 لتشدد على ضرورة إقامة المهرجان لمواكبة حركة الإنتاج ومسايرة المتغير والمتجدد فيها، مشيرة إلى ما نملكه من إمكانيات وكوادر وخبرات مهمة في مختلف الاختصاصات والتي يمكنها رفد المهرجان، وتحت عنوان (مهرجان القاهرة على الأبواب فأين مهرجاننا؟) تاريخ النشر تشرين ثاني 2006، تمت الإشارة للغبن الذي تتعرض له أعمالنا الدرامية في مهرجانات تقام خارج سورية طارحة مجموعة من التساؤلات: (أين مهرجان دمشق للإذاعة والتلفزيون؟ ألا يستحق ما حققه الإنتاج السوري أن يكون له حضور في مهرجان يقام في سورية تتنافس فيه الأعمال العربية ويكون سوقاً للتوزيع وتبادل المعرفة والخبرة؟). وفي شهر تشرين الثاني من عام 2008 نُشر تحت عنوان (في انتظار مهرجاننا) زاوية تم التأكيد من خلالها أن تناول هذه الفكرة أمر ليس بالجديد لا بل كان يُطرح دائماً ويُحمّل بالآمال، وضمن زاوية نشرت في حزيران عام 2012 تحت عنوان (المهرجانات وفخ الجوائز) تم التنبيه إلى التجاذبات التي يتعرض لها المسلسل السوري عندما يصل الأمر إلى منبر المهرجانات والجوائز التي تخضع للمحسوبيات وربما للسياسات.
ما دفعني للعودة إلى الزوايا السابقة ليس استذكار الماضي، وإنما السعي لتأكيده مرة أخرى والشد على الأيدي للمضي قدماً في مشروع كان حلماً لسنوات، وكي لا نبقى عرضة للمساومات لدى توزيع الجوائز في بعض المهرجانات، ولتعميق مفهوم المنافسة ودعم العمل السوري وتسويقه، فهل يتحقق الأمل كما نرغب ونشتهي؟ هل يأتي المولود بحجم هذه الآمال؟.. كلها تساؤلات برسم القادم القريب من الأيام وكلنا ثقة أن المولود الجديد المنتظر سيكون على مستوى حجم اسم (الدراما السورية).
fouaadd@gmail.com
فؤاد مسعد
التاريخ: الجمعة 8-3-2019
الرقم: 16927