إدلب تعود إلى دائرة التصعيد.. وبشائر حسمها تلوح في الأفق السوري.. مساعدات «الأوروبي» مفخخة بديناميت الشروط.. على من يقرأ رعاة الإرهاب مزامير «الإنسانية»!!
تعود معركة إدلب إلى الواجهة ويتصدر تحريرها أجندات الحسم السورية، بعد دخول الحلول السياسية في نفق الاحتيال التركي وتصعيد المنظمات الإرهابية واستهدافهم المدنيين، وذلك مع عودة التصعيد الإرهابي على المناطق المحيطة من المحافظة المختطفة من قبل إرهابيي النصرة، وهو ما دفع بالجيش العربي السوري وحلفائه للرد على هذه الاعتداءات، في الوقت الذي ينفخ فيه الاتحاد الأوروبي في قربة المساعدات المثقوبة، بشروط تنم عن مساعٍ مفضوحة لتسييس موضوع المساعدات المطروحة خدمة لأجندات مغرضة، والتي لم ينتج عنها سوى مزيد من الدعم للإرهابيين في كل مرة كان يدار الحديث عن مساعدات جديدة، فيما حذرت سورية وروسيا من خطورة الاستثمار في هذه المساعدات وعدم تسيسها وتوجيه هذه الأموال لإرساء السلم وعودة الحياة الطبيعية.
وعليه جاء الرد العسكري السوري على مواقع الإرهابيين في إدلب كرسالة حازمة على مماطلة الجانب التركي ومراوغته في تنفيذ اتفاق أستنة، وردع لما تسمى (هيئة تحرير الشام) والتنظيمات الإرهابية التي تدور في فلكها بأن التصعيد العدواني لن يمر من دون رد رادع وسيدفعون أثمان اعتداءاتهم على المدنيين.
حيث استهدف الجيش العربي السوري مواقع وآليات تابعة لتنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي في بلدة حاس في ريف إدلب، وذلك بعد يوم من إعلان موسكو أنها استهدفت مستودع أسلحة يتبع (لهيئة تحرير الشام) الإرهابية في إدلب، بعد خرقها للاتفاق، فيما أكدت بعض المعلومات من عدة قنوات أن الموقع المستهدف يضم عدداً كبيراً من الطائرات المسيّرة التي كان يخطط لاستخدامها في اعتداءات هجومية على قاعدة حميميم، كما أحبط الجيش السوري محاولات تسلل مجموعات إرهابية من محاوركفر نبودة والصخر وأراضي مورك الزراعية نحو نقاط عسكرية مثبتة بأطراف قطاع ريف حماة الشمالي من منطقة الاتفاق، وعلى محور سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي أحبطت وحدات أخرى من الجيش تسلل مجموعات إرهابية من عدة محاور نحو نقاط عسكرية له، وتعاملت معها براجمات الصواريخ ما أسفر عن مقتل العديد من أفرادها وتدمير آليات بمن فيها.
وفي التزامن مع هذه التحركات أكد وزير حرب النظام التركي خلوصي أكار أكاذيب مواصلة العمل مع روسيا نحو تأسيس مركز تنسيق مشترك في إدلب، فيما كان الوضع على الأرض مختلفاً تماماً حيث لم تنفذ أنقرة التزاماتها وما يترتب عليها وفق اتفاق سوتشي بل حاولت الالتفاف، وعليه سربت بعض المعلومات المتوافرة من الجانب الروسي إلى أن موسكو لن تصبر على هذا التسويف التركي، ولن تتردد في التحرك لتصفية الجماعات الإرهابية.
التحركات التركية جاءت وفقاً لكثيرين لكسب الوقت لصالح التنظيمات الإرهابية مثلما فعلت في تحريك ملف تل رفعت، وهو ما دفع بالرد السوري والروسي على هذه الانتهاكات في مناطق الاتفاق، والذي يعكس عدم رضى عن أفعال وجرائم النظام التركي، فيما نقلت مصادر خاصة عن أن روسيا لن تقبل منح أنقرة أكثر من فرصة التوسع العدواني بذريعة الأمن المزعوم، وهو أدنى من الطموحات التركية الواهمة بـ(منطقة آمنة) تكمّل ما احتلّته في ريف حلب الشمالي، وفقاً للمصادر ذاتها.
فيما خرج ما يسمى (الائتلاف) اللاوطني المرتهن لأعداء سورية بتصريحات على مقاس مشغليه مدافعاً عن الإرهاب معتبراً أن الرد على خرق الإرهابيين لمناطق الاتفاق هو محاولة للتصعيد وعرقلة الحل السياسي الذي لا يزالون هم ومشغلوهم حجر عثرة في طريق استكماله.
في سياق متصل تعج الأجواء الإعلامية بالأخبار عن أخر جيب للتنظيم الإرهابي (داعش) في الباغوز وعن الاستغلال التركي والأمريكي للوضع، وهو ما تحدثت عنه صحيفة (إكسبرت أونلاين) في مقالة حملت عنوان (سورية معركة ليست الأخيرة ولكنها حاسمة)، حول احتمال تنفيذ رئيس النظام التركي رجب أردوغان لخططه الاستعمارية في شمال سورية بعد انسحاب الأمريكيين من سورية.
وجاء في المقال: ستكون للسيطرة على الباغوز أهمية سياسية كبيرة للرئيس الأمريكي الحالي، ففي وقت سابق أعلن فيه دونالد ترامب نيته سحب الوحدة العسكرية الأمريكية من سورية، لكنه لم يذكر تاريخاً محدداً، ويمكن افتراض أنه كان ينتظر اللحظة المناسبة (لبيع) هذا الحدث بسعر أغلى للناخب الأمريكي، وقد حانت هذه اللحظة.
وترى الصحيفة أن النصر المزعوم على داعش الإرهابي في معركة الباغوز تجعل أردوغان يتريث بالهجوم على مرتزقة قسد حجته للتوسع العدواني في الأراضي السورية كون هؤلاء المرتزقة الحليف الرئيس والأكثر أهمية للولايات المتحدة في خططها الاستعمارية وتنفيذ أجنداتها التخريبية، أما بعد هزيمة (داعش) المزعومة، فيحتمل أن يقوم النظام التركي بتنفيذ عدوانه على الأراضي السورية بذريعة حفظ أمن تركي مزعوم.
من جانب أخر عاد حلفاء واشنطن الذين ساهموا بالحرب على سورية للتبجح والتحدث عن نيتهم بالمساهمة بإعادة إعمار سورية، مشترطين بدء العملية السياسية التي يمنعونها من التحرك بفعل دعمهم المستمر للتنظيمات الإرهابية والوقوف خلفهم، حيث أعلنت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فريدريكا موغريني أن الاتحاد الأوروبي سيكون مستعداً لتوفير الأموال اللازمة لإعادة إعمار سورية ومناقشة الأمر مع البنك الدولي عندما تبدأ العملية السياسية في جنيف، كما أعربت موغريني عن أملها في أن المؤتمر حول سورية سيبعث إشارة واضحة لأهمية استئناف عملية جنيف.
وقد أعربت موسكو ودمشق في بيان مشترك عن أملهما في عدم تسييس عملية جمع التبرعات لسورية، وتوجيه هذه الأموال لإرساء السلم وعودة الحياة الطبيعية إلى سورية.
النية الأوروبية بالمشاركة بإعادة إعمار سورية لا تخرج عن كونها اتجاراً دنيئاً بعذابات السوريين ومآسيهم التي تسبب بها دعم أولئك المتاجرين بالدم السوري.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الجمعة 15-3-2019
رقم العدد : 16932