الســـــعوديـــــة تحرِّض علـــــــى تقســــــيم اليمــــــن

قائد في قوات الحزام الأمني على خط المواجهة الذي يفصل جنوب اليمن عن الشمال قال: إن السلام في اليمن مستحيل دون الاعتراف بدعوات من بعض من هم في جنوب اليمن المحرض سعودياً للانفصال عن الشمال.
قائد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة أخبر النواب والمسؤولين الذين يكثفون جهودهم للانخراط في محادثات السلام في جنوب اليمن بأن قرار الانفصال لا بد منه، ففي عام 1990 تم الاتحاد بين الشمال والجنوب ورغم وجود المحاولات الانفصالية في عام 1994 إلا أن اليمن بقي دولة واحدة ومتحداً كل هذا الوقت.
السعودية الجارة لليمن والتي كان لها اليد الطويلة في الأحداث في اليمن ومعاناته هي اليوم تريد أن تراه يمنيين؛ شمالي وجنوبي. وعلى لسان أحد قادتها العسكريين العاملين في اليمن وهو الزبيدي الذي قال: (إن تجاهل قرار الانفصال هو وصفة لزيادة عدم الاستقرار) ويضيف الزبيدي بأن حكومة عبد ربه هادي منصور المدعومة من السعودية ليس لديها أي نفوذ في الجنوب ودورها غير موجود.
ولكن وجودها من أجل دعم التحالف السعودي الذي غزا اليمن بحجة محاربة الحوثيين وهو ما أغرق البلاد في فوضى تامة، وهنا تتزايد المخاوف من تفاقم أعمال العنف في اليمن مع تراجع محادثات السلام التابعة للأمم المتحدة، لأن الاتصالات السعودية المستفيدة من تراجع محادثات السلام وربما فشلها ترغب في تحقيق رغبة الانفصاليين وانفصال الشمال عن الجنوب في اليمن واستعادة الوضع القائم قبل الوحدة وقال الزبيدي خلال حديثه: (إنها ليست حالة انفصالية، إنها دولتان أصبحتا دولة واحدة، وأحد العناصر التأسيسية يرغب في العودة إلى الانفصال)، وأضاف: (بعد أن غادر البريطانيون عدن في عام 1967، ورثنا نحن الجنوب اليمني). وقال الزبيدي لصحيفة الغارديان (إن مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، التقى بقادة شركة الاتصالات السعودية أربع مرات، لكنه كان متردداً في الموافقة على طلبات الدخول رسمياً إلى المحادثات في هذه المرحلة).
ولا يستطيع غريفيث التأكد من أن شركة الاتصالات السعودية تمثل جميع المحافظات الجنوبية، حيث سيطرت شركة الاتصالات السعودية على عدن ومنذ ذلك الحين عززت سلطتها في الجنوب، حيث قامت ببناء قاعدة بين العائلات النخبوية والشخصيات القبلية والقادة الإقليميين، ولا تزال هناك قضية واحدة، مدى احتمال أن تكون شركة الاتصالات السعودية هي لعبة مزدوجة من قبل قوات الأمن الإماراتية التي تسيطر بفعالية على الجنوب.
وقال الزبيدي عن علاقة السعودية بدولة الإمارات المتحدة: (بعد سيطرة الحوثيين في الجنوب تدخل ما يدعوه بالائتلاف العربي بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وأيدنا ذلك لأنه كان ضرورياً، لقد لعبوا دوراً في المساعدة في إعادة إعمار الجنوب، إنها علاقة مفيدة للطرفين ونسي الزبيدي أن ما يسمى الائتلاف السعودي هو من ساهم في تدمير اليمن وتجويع اليمنيين)
هذا ويتساءل الجميع عن الحكمة من صلة السعودية بالإمارات العربية المتحدة من أجل تدمير بلد عربي جار، وهما إن وصفا سيقال: إنهم قوة احتلال أجنبية بمصالحها التجارية وسجلها السيئ بحقوق الإنسان، هذا وتهتم دولة الإمارات العربية المتحدة بحقول النفط في شبوة، وهي المصنع الوحيد لتسييل الغاز في البلاد في بلحاف ومحطة النفط في الشحر، وأبرزها الموانئ البحرية في جنوب اليمن، بما في ذلك عدن وموكا ومكلا.
وإن الخطر على شركة الاتصالات السعودية هو أنها في بحثها القسري عن الحلفاء قد تجد نفسها تدير جنوباً اسمياً مستقلاً، وهو في الواقع يدار من دبي. من ناحية أخرى، يبدو أن السلام غير المحتمل سيأتي إذا لم يتم التطرق إلى طموحات شركة الاتصالات السعودية في وقت تتزايد المخاوف من تفاقم أعمال العنف في اليمن مع تراجع محادثات السلام التابعة للأمم المتحدة وفي وقت تفاقمت فيها المجاعة في اليمن إلى حد لا يصدق بسبب التحالف المشؤوم الذي تقوده السعودية والحرب الظالمة على اليمن وموت الآلاف من الناس وتشريد الملايين، ناهيك عن المجاعة بسبب ويلات الحرب وعدم وصول الغذاء إلى شريحة كبيرة من اليمنيين بسبب أطماع السعودية في اليمن وغزوها لها.
بقلم باتريك وينتور

غادة سلامة
التاريخ: الاثنين 18-3-2019
الرقم: 16934

 

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص