فنانة تشكيلية مجتهدة تثبت حضورها على ساحة الفن التشكيلي يوماً بعد يوم.. تنضح إحساساً وموهبة وعطاءً, شاركت في العديد من المعارض الجماعية وقريباً تقيم معرضها الفردي الأول على مستوى سورية بعد أن امتلكت كل مقومات النجاح في ذلك, لاتؤمن بالإنتماء إلى مدرسة فنية واحدة, وبنظرها اللوحة لون والواقع مجموعة هائلة من الألوان.. انها الفنانة ليال بو حسن ومعها كان الحوار التالي:
– من هي الفنانة ليال بو حسن؟
— أنا من بيئة مملوءة بالجمال والينابيع والمياه.. وللطبيعة قد تكون هناك جينات و مورثات تنمو في داخلنا.. فنصبح شعراء او فنانين او موسيقيين.. وبالمطلق فنانين.. ليال بوحسن طالبة الطبيعة والفطرة ولكن لابد من صقل هذه الفطرة واللجوء إلى مراجع وأماكن وجدت بها نفسي.. ومن أب فنان يصنع الزخارف الحديدية والمعدنية.. هذا أنا
– متى بدأت الفن وكيف كانت البداية؟
— في المرحلة الابتدائية شجعوني معلماتي ووالدي وفي الإعدادية وجدت نفسي بين الألوان والريشة والقلم.. وبدأت من الطبيعة وفي الثانوية اشتركت بعدة معارض على مستوى المدرسة. و كرمت من أكثر من جهة وتنقلت مابين قلم الرصاص والريشة واللوحة.. وتملكني الشعور أنني.. سأكون في الصدارة يوماً ما.
– من كان له التأثير الإيجابي بمسيرتك الفنية؟
— لابدّ لأي موهبة فطرية من الصقل والممارسة والدخول في هذا النوع من الثقافة.. ونحن في مدينة صغيرة وجميلة حيث تعانق البحر ومن الأسماء التي لها عراقة وتأثير على الحركة الفنية في طرطوس الفنان أحمد خليل.. فاتجهت إليه منذ سبع سنوات وبدأت بالتدريب على الكثير من الاكاديميات.. وشاركت مع زملائي في مركز أحمد خليل في الكثير من المعارض داخل وخارج المحافظة.. وعلمني أن اللوحة هي قصيدة وهي مقطوعة موسيقية ومن هنا كانت البداية.
– إلى أي مدرسة تنتمي.. وبأي مدارس فنية تأثرت بها؟
— أنا لا أحب ان تقيدني مدرسة أنا ارسم بكل الاتجاهات والموضوع الذي أحب رسمه هو من يحدد المدرسة.. والالتزام بالمدرسة يعني الوصول.. والوصول الى القمة لا أرغب به لأنه لا يمكن الاستمرار على القمة.
– متى ترسمين اللوحة وممن تستمدين موضوعاتك؟
— موضوعاتي كثيراً ما اتطرق بها إلى الحالات الإنسانية والطبيعية بشكل خاص لأننا نحن كفنانين مسؤولين عن كتابة التاريخ بتفاصيله السلبية والإيجابية والدليل إن فناني عصر النهضة وفناني الواقعية في الإتحاد السوفياتي السابق قد سجلوا كل الأحداث بأعمال فنية والأكثر أهمية عندما رسم بيكاسو لوحته الشهيرة الجوكندا.
– كيف جسدت الواقع الذي نعيشه في لوحاتك؟
— يهمني في اللوحة اللون.. والواقع بنظري هو مجموعة هائلة من الألوان لذلك لا أستطيع تحديد العناصر والمفردات بوقت واحد إنما أرى أن السطح الأبيض الذي أمامي هو قمة حريتي وعليه اكتب انطباعاتي وألونها بصدق.
– المعارض الفردية التي أقمتيها؟
— لازلت أعتبر نفسي أنني غير قادرة على فرد طموحي وتقديم مشاعري في وقت مبكر لذلك اعتمدت المعارض الجماعية او الثنائية كي املأ ذاكرتي وأزيد ثقافتي
– والمعارض الجماعية التي شاركت بها؟
— شاركت في معارض في دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس مع مجموعة من فناني مركز أحمد خليل. وحزت على العديد من الميداليات وشهادات التقدير.. وقريباً يفتتح لنا معرض في المركز الثقافي لسجن طرطوس المركزي.. و نحضر له الآن, كما شاركت مع ملتقى البيادر الثقافي بعدة معارض.وانتظر حلمي في إقامة معرض فردي على مستوى سورية.. وقريباً سيتحقق ان شاء الله.
– هل يتفاعل المجتمع بشكل جيد مع الفن التشكيلي برأيك؟
— لا لا مجتمعنا مجتمع متفرج فقط لا يقتني أعمالا ولا يهمه إن كان المعرض واللوحات قد أخذت حيزاً كبيراً من وقتنا وحياتنا.. ولا أريد أن ادخل بتفاصيل تحرجني.. فاللوحة هي اللوحة. والفنان هو الفنان والمجتمع هو المجتمع.. نأمل ان نرتقي بالفن التشكيلي مجتمعياً بحيث لايخلو جدار في منازلنا من لوحة.
– وماذا عن الجهات الرسمية؟
— من حقنا كفنانين أن تتبنانا الجهات الرسمية وهناك تعميم و قرار من وزارة السياحة أنه لا يجوز الترخيص لمنشأة سياحية من دون أن تزين جدرانها لوحات فنانين سوريين وهذا لم يحصل للأسف.
– ماذا تقدم لك اللوحة بشكل عام ؟؟
— اللوحة أفرد عليها خصوصياتي ومشاعري وإبداعاتي وتبقى سجينة المرسم, و قريباً سأكون نائبة رئيس جسور السلام في طرطوس.
مها يوسف
التاريخ: الاثنين 18-3-2019
رقم العدد : 16934